يقدم رؤية للزوميات أبي العلاء تختلف عن كل ما كتب حولها في القديم والحديث؛ حيث بنيت على تأمل عميق طويل للزوميات نفسها، ولم تعتمد على مجرد الروايات والأخبار، والتسامع!. واللزوميات في تراث أبي العلاء معلم بارز؛ كمنارة مسجد عتيق في مصر إسلامي!. قيل عن المتنبي (إنه ملأ الدنيا وشغل الناس)! وأبو العلاء – في تقديرنا – كان جديرًا بأن يمل...
قراءة الكل
يقدم رؤية للزوميات أبي العلاء تختلف عن كل ما كتب حولها في القديم والحديث؛ حيث بنيت على تأمل عميق طويل للزوميات نفسها، ولم تعتمد على مجرد الروايات والأخبار، والتسامع!. واللزوميات في تراث أبي العلاء معلم بارز؛ كمنارة مسجد عتيق في مصر إسلامي!. قيل عن المتنبي (إنه ملأ الدنيا وشغل الناس)! وأبو العلاء – في تقديرنا – كان جديرًا بأن يملأ الدنيا، ويشغل الناس بأكثر مما صنع أبو الطيب؛ لنتفق حول هذه الرؤى أو نختلف؛ لكن ما ينبغي ألا نختلف عليه: أن تراث أبي العلاء، واللزوميات في مقدمته؛ شهادة تضعه في مقدمة من يستحقون الانتماء إلى (الأدب الإسلامي) والانتساب إلى الأدب الإنساني العالمي!. ولسنا نبالغ حين نقول: إن أبا العلاء أحق شعراء العربية وأدبائها بوصف الشاعر والأديب الإسلامي.. لقد التزم أبو العلاء في إبداع ديوان اللزوميات الضخم ما لا يلزمه؛ فهل كان صنيعه هذا نافلة يثاب عليها، أو تكلفًا يحاسب عليه؟! هو يقر بأنه تكلف في اللزوميات ثلاث كُلَف، فلم تكلفها؛ وهو واعٍ بآثارها؟ ما دافعه لذلك وما تفسيره وما أثره؟ هل لديوانه هذا نظير في التراث الشعري العربي قبله؟ ما علاقة كل هذا بآفة أبي العلاء؟ ما علاقة شكل اللزوميات بمضمونها؟ وإلى أي مدى اقتضى المضمون فيها الشكل؟. قضايا كثيرة متشعبة ومتداخلة يعالجها هذا الكتاب.. تلك بعض منها!.