الإنسان موقف، ويتجلى ذلك حين يكون صاحب الموقف على المحك، ويصدق ذلك في أجلى صوره على الأستاذ أنور مالك الذي ذهب مبعوثاً من قِبَل جامعة الدول العربية ليرصد الواقع السوري على الأرض في محنته الشديدة، فما راوع أو حاور أو داور، وإنما أعلن شهادته عن الأوضاع في سوريا الحبيبة الجريحة جليَّة مجلجلة، كما عايشها عن كثب، موجَّهه في ذلك قوله ...
قراءة الكل
الإنسان موقف، ويتجلى ذلك حين يكون صاحب الموقف على المحك، ويصدق ذلك في أجلى صوره على الأستاذ أنور مالك الذي ذهب مبعوثاً من قِبَل جامعة الدول العربية ليرصد الواقع السوري على الأرض في محنته الشديدة، فما راوع أو حاور أو داور، وإنما أعلن شهادته عن الأوضاع في سوريا الحبيبة الجريحة جليَّة مجلجلة، كما عايشها عن كثب، موجَّهه في ذلك قوله تعالى: (ولا تكتموا الشهدة ومن يكتمها فإنه ءاثم قلبه والله بما تعملون عليمٌ).ورائده في كل ما فعل، ويفعل نصرة لشعب وقع بين فكي أسد ما عرفت الرحمة إلى قلبه سبيلاً، فتحية إعزاز وإكبار له فيما صنع، وقد أصاب شاعرنا كبد الحقيقة حين قال معتزاً به وببلد المليون شهيد (الجزائر).يا أنور المليون، إنك فارس... تأبى السكوت وشامنا في النار لشهادةٌ أطلقتها فكأنها... نورٌ يبدَّد ظلمة الأشرار.هذا الكتاب شهادة موثقة أطلقها المؤلف لله أولاً، ثم للتاريخ ثانياً، عن بعثة ذهبت في مهمَّة محدَّدة، فتاهت عن هدفها وضاعت، ففشلت، إنها من حرٍّ عايش الأحداث وشاهدها، وكما قالت العرب: ليس السامع كالمعاين... والله من وراء القصد