يجعل التغير الديناميكي الذي تعيشه المؤسسات العاملة قطاعات الاقتصاد والأعمال والخدمات المختلفة ويحيط بها من علمية التفكير الاستراتيجي حتمية ملحة وضرورة قصوى، وذلك لأن إدارة التغيير هي واحدة من مهام هذا النوع من العمل الفكري التحليلي.وعلى اعتبار أن الإدارة الاستراتيجية معنية بإدارة الصراع التنافسي وهي حكم حر بين مديري المؤسسة وفعا...
قراءة الكل
يجعل التغير الديناميكي الذي تعيشه المؤسسات العاملة قطاعات الاقتصاد والأعمال والخدمات المختلفة ويحيط بها من علمية التفكير الاستراتيجي حتمية ملحة وضرورة قصوى، وذلك لأن إدارة التغيير هي واحدة من مهام هذا النوع من العمل الفكري التحليلي.وعلى اعتبار أن الإدارة الاستراتيجية معنية بإدارة الصراع التنافسي وهي حكم حر بين مديري المؤسسة وفعالياتها المختلفة المتباينة المتكاملة، وهي صلة الوصل بينها وبين بيئتها وبين حاضرها ومستقبلها وهي التي تربط بين تصرفاتها وأهدافها، فمما لا شك فيه أن المفاهيم والطرق والوسائل التي تستخدم في التحليل الاستراتيجي تقدم منهجاً منظماً يمكن من سبر واقع المؤسسات وفهم حياتها وحقيقة أوضاعها وعلاقاتها مع ما يحيط بها، ويتيح استخدامها إدراك هذا الواقع بشكل معمق تمهيداً للتدخل فيه بشكل ممنهج من أجل تغييره بما يتوافق مع مصالح المؤسسة والمهنيين بها.من هنا تتضح أهمية ما يقدمه هذا الكتاب لقارئه من نماذج وصيغ استراتيجية وما يتيحه لمستخدمه من أساليب ووسائل وطرق تحليل عرفت بفوائدها، مهما اختلف طبيعة عمله وتنوعت اهتماماته أستاذ كان أو مدرساً لعلوم الإدارة، أو طالباً لها، أو مستشاراً في ميدانها، أو ممارساً لها بغض البصر عن موقعه في هرمها التنظيمي، صناعياً كان أم تاجراً في مؤسسة خدمية تسعى إلى الربح أو قد لا تهدف إليه أو في مؤسسة اقتصادية ومهما تباينت مسؤوليته فيها واختلفت طبيعة عمله، فعلى مدى إطلاعه عليه وفهمها وإتقانها وحسن انتقائها واستخدامها قد يتوقف نجاحه في ألإدارة والقيام بدور فاعل وهام في قيادة أعمال المؤسسة نحو غدها تحقيقاً لأهدافها.ومما لا شك فيه أن القارئ سوف يجد المتعة والفائدة في إطلاعه على أحدث ما تتطور في هذا الميدان المعرفي، وسيدرك عندئذ أن مقدرته قد ازدادت على توظيف آخر ما توصلت إليه جهود الإنسان في إطار هذا العلم أو اتفقت على أنه يشكل جزءاً هاماً في سياق المعرفة التي تخدم تحقيق الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها من خلال مشاركته في إدارة مؤسسته وقيادتها.