لماذا ينبغي أن نكتب تاريخ فلسطين؟لا لكي نثبت ـ كما قد يتبادر إلى الذهن للوهلة الأولى ـ أسبقية الكنعانيين على التوراتيين في فلسطين، إذ أن التوراة نفسها تقر بهذا الأمر .. هذا بالإضافة إلى أن البقايا الأثرية تؤكد هذه الحقيقة إلى حد لا يقبل اللبس.إن علينا، في جوهر الأمر، أن نكتب تاريخ فلسطين لأن الإنسان ذاكرة تُعنى بماضي الإنسان. إذ...
قراءة الكل
لماذا ينبغي أن نكتب تاريخ فلسطين؟لا لكي نثبت ـ كما قد يتبادر إلى الذهن للوهلة الأولى ـ أسبقية الكنعانيين على التوراتيين في فلسطين، إذ أن التوراة نفسها تقر بهذا الأمر .. هذا بالإضافة إلى أن البقايا الأثرية تؤكد هذه الحقيقة إلى حد لا يقبل اللبس.إن علينا، في جوهر الأمر، أن نكتب تاريخ فلسطين لأن الإنسان ذاكرة تُعنى بماضي الإنسان. إذ من شأن التأريخ لمسار شعب من الشعوب أن يرسخ التجانس، ويسهم في إنتاج الشعور الكلي الدامج.فحين يصار إلى تدوين الأزمنة الفلسطينية وأخبار أوقاتها المتباينة، فإن هذه البرهة الأولى تنطوي على دلالة مؤداها أن ثمة في الروح الفلسطيني حنيناً إلى الاستمرار في التاريخ وتلسماً للطراز الخاص للشخصية الفلسطينية والهوية الفلسطينية، إذ كل تاريخ هو وصف للهوية الخاصة التي تؤلف المضمون الروحي لشعب من الشعوب.