أيقظوا براعم الرغبة، ومضوا مقتفين روائح من سبقهم في الذهاب إلى شمالٍ مفتونٍ بالحيل التي يبعثرها كي يراوغ الخطى ويتملّص من المسؤولية، فيما هم يجسّون زغب الرياح، ويتلمسون ملح الطريق ليميّزوا الشمال عن باقي الجهات.مضوا واثقين، وبلا وَجَل، عبْر سهول تومض كلما مرّ نجم فوقها. وبأحداقهم المترعة بالأمل يحرثون مسالك الأرض الجرداء، المترا...
قراءة الكل
أيقظوا براعم الرغبة، ومضوا مقتفين روائح من سبقهم في الذهاب إلى شمالٍ مفتونٍ بالحيل التي يبعثرها كي يراوغ الخطى ويتملّص من المسؤولية، فيما هم يجسّون زغب الرياح، ويتلمسون ملح الطريق ليميّزوا الشمال عن باقي الجهات.مضوا واثقين، وبلا وَجَل، عبْر سهول تومض كلما مرّ نجم فوقها. وبأحداقهم المترعة بالأمل يحرثون مسالك الأرض الجرداء، المترامية أمامهم. سواعدهم موشومة بأشكال المجازفة، وقمصانهم مبلّلة بأنداء الشغف.يهيبون بالمرتفعات، ذات الدروب الوعرة، أن ترأف بالأرواح الرهيفة الصاعدة بدأب كدأب النمل، وعزيمة كعزيمة النحل، مع ظلالها المتوكئة على عكاكيز من ضوء حتى لا تطمسها الظلمة.