المنفلوطي واحد من أدباء العربية الذين حملوا لواء التجديد في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، والذين امتازوا بحضورهم الأدبي والفكري والإصلاحي، وبأسلوبهم الإنشائي البديع، ما جعل قراء يقبلون على كتب المنفلوطي وقصصه ومقالاته، بشغف كبير، فاتحا، وبلسان جرجي زيدان، باب الانتقاد الصحيح، جامعاً بجودة وروعة بين بلاغة صور الإسل...
قراءة الكل
المنفلوطي واحد من أدباء العربية الذين حملوا لواء التجديد في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، والذين امتازوا بحضورهم الأدبي والفكري والإصلاحي، وبأسلوبهم الإنشائي البديع، ما جعل قراء يقبلون على كتب المنفلوطي وقصصه ومقالاته، بشغف كبير، فاتحا، وبلسان جرجي زيدان، باب الانتقاد الصحيح، جامعاً بجودة وروعة بين بلاغة صور الإسلام، وأدب العصر الحديث.لقد اعتد المنفلوطي بالعقل، واعتمد عليه كشرط من شروط تقدم المجتمع وازدهاره، خلافاً لجماعة السلف الذين جمدوا عند حدود الرواية دونما دراية، أو إعمال فكر ونظر. وعندما توفي ترك عدا الشعر مجموعة من المؤلفات النثرية الأدبية القيمة عدتها ستة هي: في سبيل التاج، ما جدولين، الشاعر، الفضيلة، العبرات والنظرات، وهذا المؤلفان الأخيران اللذان هما بمثابة واسطة عقد مؤلفاته واللذان يمثلان جامح فكرة وأدبه، طبقت شهرتهما الآفاق، إذ توفر آلاف القراء على قراءتها في طول البلاد العربية وعرضها، توفراً منقطع النظير، وما جعلهما موضع اهتمام الدارسين والباحثين إلى أحد طويل.ولما كان المؤلف الأول، أي العبرات، هو عبارة عن مجموعة من القصص الموضوع أو المترجم إلى العربية عن الفرنسية خاصة، وهي ذات طابع مأساوي حزين فاجع، على وجه العموم... ولما كان الثاني، أي النظرات، وهو الأهم وهو عبارة عن مجموعة من المقالات الأدبية، كان المنفلوطي نشرها في حياته في عدد من الصحف والمجلات المصرية الأدبية والسياسية ثم جمعت من بعد في كتاب مستقل... أقول لما كان هذان المؤلفان يتضمنان الكثير من المعاني الإنسانية والعواطف أو الأحاسيس الشريفة النبيلة، والقيم الفكرية،والخلقية والاجتماعية، هذا فضلاً عن أسلوب كتابتهما الفني الأدبي الرفيع البديع...ولما كانت الغاية من هذا الكتاب إطلاع القارئ على أهم ما جاء في ذلك المؤلفين الأدبيين، ولا سيما ما جاء في النظرات، وإشراكه في الاستفادة من أفكار المنفلوطي، وآرائه ونظرته القديمة الجديدة في آن، وهي شتى وذوات تنوع خلقي واجتماعي وسياسي وديني فقد اعتنى المؤلف باستخلاص ما فيهما من دروس في الأخلاق والسياسة والدين والاجتماع واللغة والأدب، جاعلاً من كتابه هذا فصولاً خمسة هي التالية: الفصل الأول: في السياسة، الفصل الثاني: في الاجتماع، الفصل الثالث: في الديانة، الفصل الرابع: في الأخلاق، الفصل الخامس: في اللغة والأدب.