يبدأ الباحث في هذا الكتاب العمل مع السياب شاعراً وإنساناً بعد أن قطع هو وشعره رحلة شاقة في الثقافة وفي الذات الشعرية، السياب الشاعر والسياب الإنسان قد أصبحا واضحين بعد موته، وغامضين بما قبل عنهما، وما سوف يقوله الباحث عنهما في هذه الصفحات قد يحسب لأحد هذين الموضوعين إن لم يكن لكليهما. وطريقته في معالجة السياب شاعراً تقوم على الأ...
قراءة الكل
يبدأ الباحث في هذا الكتاب العمل مع السياب شاعراً وإنساناً بعد أن قطع هو وشعره رحلة شاقة في الثقافة وفي الذات الشعرية، السياب الشاعر والسياب الإنسان قد أصبحا واضحين بعد موته، وغامضين بما قبل عنهما، وما سوف يقوله الباحث عنهما في هذه الصفحات قد يحسب لأحد هذين الموضوعين إن لم يكن لكليهما. وطريقته في معالجة السياب شاعراً تقوم على الأسس التالية: 1-اعتبار البداية الناضجة عن السياب هي الأرضية التي شيد فوقها عمارته الشعرية، ويعني ذلك بدايات تلك المرحلة التي يرى الشاعر فيها الوحدة الشعرية وقد شملت معظم اهتماماته. وفي ضوء هذه الوحدة يكون السياب الشاعر والسياب الإنسان هما المحصلة. 2-الموازنة بين الظرف الاجتماعي والسياسي والنفسي والبيئي وبين الحداثة في الشعر، بمعنى أن جانباً كبيراً من شاعرية السياب ينتج عن تصادم القيم الاجتماعية بالقيم الفنية عبر أنا الشاعر وأنا الإنسان. وفي ضوء ذلك سيدرس الباحث السياب شاعراً وفق تحليل موسع لتجاربه الشعرية الأولى، فهي الأساس الذي مهد لتجاربه. ولذلك ستصبح دواوينه الأولى "أزهار ذابلة وأساطير" النواة التي ولدت المناخ الشعري اللاحق، ومن داخل هذين الديوانين يتلمس الباحث النبذات الأولى للحداثة وهي تشرب النسغ الاجتماعي والسياسي. فالبدايات تلك كانت من القوة مما جعلها تحدد بشيء من القسرية بعض تجارب شعره المستقبلية.