كنا بحاجة إلى هذا البحث الجيد الذي قدمه إلينا الدكتور ياسر عبد الجواد المشهداني عن «الهند من خلال رحلة ابن بطوطة».نحن نعتقد أن كل عنوان من عناوين الرحلة يقتضي منا أن نتتبعه بالشرح والتعليق، ولا سيما الهند التي قضى فيها ابنُ بطوطة (ت 770هـ/1369م) فترةً هامة كانت فترة القِمة في حياته...وقد أحسن الدكتور ياسر عندما أشعرنا أنه لا يقص...
قراءة الكل
كنا بحاجة إلى هذا البحث الجيد الذي قدمه إلينا الدكتور ياسر عبد الجواد المشهداني عن «الهند من خلال رحلة ابن بطوطة».نحن نعتقد أن كل عنوان من عناوين الرحلة يقتضي منا أن نتتبعه بالشرح والتعليق، ولا سيما الهند التي قضى فيها ابنُ بطوطة (ت 770هـ/1369م) فترةً هامة كانت فترة القِمة في حياته...وقد أحسن الدكتور ياسر عندما أشعرنا أنه لا يقصد إلى الهند في رقعتها الحالية، ولكنه يقصد إلى الهند الواسعة الأطراف التي كانت تشمل سيلان وجزرَ المالديف والبنغال، وجانبٍ من جبال الهملايا ومُلتان إلخ.وقد أكبرتُ في الأستاذ سعة صدره عندما قام باستشاراته لعددٍ مهم من المصادر والمراجع سواء المكتوب باللسان العربي أو غير العربي، وكان في مقدمة تلك التآليف، مصنف الدكتور مهدي حسين الذي كان الباحث الوحيد، من بين المهتمين بابن بطوطة، الذي رحل إلى باريز ليتأكد من المخطوطات التي تحتضنها المكتبة الوطنية بالديار الفرنسية.وقد استحسنت صنيعَه عندما كان يوثق تواريخه بذكر الموافق بالشمسي إلى جانب التاريخ القمري، هذا إلى حرصه على كتابة الأسماء والأعلام بالحروف اللاتينية إلى جانب الحروف العربية، إن مثل ذلك الصنيع هو الجديرُ اليوم بالباحثين.هناك موضوعٌ كنت أريد أن أسأل الدكتور المشهداني عنه : ذلك موضوع (المركَّب الثلاثي) الذي يقدم لضيف الهند والذي يعتبر في تقاليد القارة رمزاً للتكريم... هذا «الثلاثي» يتألف :أولاً من أوراق (التنبول)، وليس من أزاهيره ولا من وروده، إنه أوراق فقط.ثانياً، وإلى جانب أوراق التنبول يقدم (الفَوْفل) الذي يعني جزءاً من (جوزة الطيب) التي يتناولها الضيف إلى جانب ورقة التنبول.ثالثاً، ومع هاتين المادتين تقدم مادة (النُّورة) وهي ليست نباتاً ولكنها شبه حجر يلوكه الضيف.يعتبر تقديم «الثلاثة» مبادرة تكريمية للضيف في الهند، سواء على الصعيد الرسمي أو الشعبي.....