نبذة النيل والفرات:موضوع هذا الكتاب "العصر العباسي الأول" يبحث في تاريخ الأدب منذ قيام دولة بني العباس في ربيع الأول من عام 131هـ حين أعلن أبو العباس السفاح من فوق منبر المسجد الجامع بالكوفة بدء قيام الدولة العباسية وانتهاء ملك بني أمية، وقد أرجعت أسباب نجاح بني العباس إلى سوى فعال الأمويين، إذ أنهم يسروا السبيل لهم باضطهادهم آل...
قراءة الكل
نبذة النيل والفرات:موضوع هذا الكتاب "العصر العباسي الأول" يبحث في تاريخ الأدب منذ قيام دولة بني العباس في ربيع الأول من عام 131هـ حين أعلن أبو العباس السفاح من فوق منبر المسجد الجامع بالكوفة بدء قيام الدولة العباسية وانتهاء ملك بني أمية، وقد أرجعت أسباب نجاح بني العباس إلى سوى فعال الأمويين، إذ أنهم يسروا السبيل لهم باضطهادهم آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وتشريدهم ونفيهم، مما أثار حفيظة الشعراء أمثال دعبل الخزاعي في تائيته التي طبقت شهرتها الآفاق، وكانت بداية بكائيات الشعر العربي، واعتزازهم غير المبرر بعروبتهم متناسين قول الحق سبحانه "إن أكرمكم عند الفه أتقاكم"، مما أثار عليهم القاعدة العريضة من الموالي.وكان للعباسيين ما أرادوا، حتى أضحى العصر الممتد ما بين (132-247هـ) من أزهى العصور الإسلامية، وخطت فيه أنصع الصفحات في التاريخ السياسي، ولا غرابة في ذلك، فقد بلغت الدولة الإسلامية أقصى ما تطمح إليه من مجد وسلطان، وامتد ملكها من شواطئ الأطلسي إلى حدود الهند والصين وفي أقل من نصف قرن، وسمي هذا العصر بعصر نفوذ الخلفاء، لأن الحكم كان خالصاً لهم دون مشاركة من أحد. وعاش في هذا العصر أئمة العلم وأعلام الأدب والفكر، يؤدون رسالتهم، ويبنون لأمتهم مكانها الرفيع في عالم الفكر الإنساني ويؤثلون للحضارة مجدها الزاهي، ويرفعون للفكر مناراته السامقة.وبين الكتاب ما امتاز به عصر نفوذ الخلفاء من تجمع للثقافات، فارسية ورومية وهندية، وحبشية وعربية إسلامية، وسادت حرية الفكر وديموقراطية الحوار والمناظرة مما سهل ولوج المعتزلة إلى معترك الحياة، سياسية وأدبية.