ثمة آخر

"يحاول الرجل العثور على نهر معين، بنيت على صفافه مدينة الخالدين. يسير خلال متاهة من حجرات، أبواب وشبكة ممرات معقدة، مما يجعل مسألة الهرب من ضواحي المدينة إلى تيه مطلق. خائفاً ومنهاجا، يبدأ تسلق شجرة على غصن أعلى منه تقرفص شابة ذات شعر أسود طويل. لا يبدو عليها أنها تراه أو تسمعه، لذلك يبقى ساكتاً مصغياً لصوتها، صوت منطلق من مكان قصي. يسمع حواراً تهمسه المرأة بصوتين. رجل وامرأة قصص ترسم شخصيات تحكي فلا يسمعها أحد، ولا يجيب عليها أحد، فهي أبعد مما نرى، ترى ما لا يراه الآخرون. وهي ليست ذات دلالات سلبية، فسلبيتها أحياناً، هي انعكاس للإنسانية وللمجتمع.