الدين ظاهرة صاحبت الإنسان منذ نشأته على ظهر الأرض ، في جميع العصور وفى شتى أنحاء المعمورة . ومنذ فجر التاريخ تميز الإنسان بالتدين ، وإذا كان "أرسطو" قد عرف الإنسان بأنه "كائن ناطق" أي "مفكر" ، فقد عرفه غيره من الفلاسفة بأنه "كائن متدين" . فذهب "هيجل" مثلاً إلى أن الإنسان وحده الذي يمكن أن يكون له دين ، وأن الحيوانات تفتقر إلى ال...
قراءة الكل
الدين ظاهرة صاحبت الإنسان منذ نشأته على ظهر الأرض ، في جميع العصور وفى شتى أنحاء المعمورة . ومنذ فجر التاريخ تميز الإنسان بالتدين ، وإذا كان "أرسطو" قد عرف الإنسان بأنه "كائن ناطق" أي "مفكر" ، فقد عرفه غيره من الفلاسفة بأنه "كائن متدين" . فذهب "هيجل" مثلاً إلى أن الإنسان وحده الذي يمكن أن يكون له دين ، وأن الحيوانات تفتقر إلى الدين بقدر افتقارها إلى القانون والأخلاق ؛ وذلك لأن التدين عنصر أساسي في تكوين الإنسان ، والشعور الديني يكمن في أعماق كل قلب بشرى ؛ بل هو يدخل في صميم ماهيته الجوهرية ... إن جوهر الدين يتمثل في " الخبرة الدينية " التي تستند إلى مواقف في حياة الإنسان يمكن أن نسميها ب " المواقف الحدية" ، وهى التي تعبر عن حدود لقدرته ، وهى– أيضاً – تحدد ماهيته ؛ فضلاً عن أنها تجعله يعي طبيعته الحقيقية . وكلما تقبل المرء هذه الحدود – بوصفها جزءاً من وجوده الجوهري – تقدم بخطى أسرع نحو الدين ، ونحو الفهم الصحيح للحقيقة التي تقول : "أننا نعتمد على قوى موضوعية يتحدد عن طريقها وجودنا كله" ، وهذه الحقيقة هي التي يهتم بها الدين .