تصغر النباتات، تنكمش على نفسها، تصبح الشوارع مجرد خطوط رفيعة، وتفقد بالبيوت أشكال كلما حلّقت الطائرة، حتى يغدو سطح المدينة أشبه بلعبه دمى ما تلبث أن تختفي. لم يكن خائفاً عندما التقت إليً وسأل: ماذا نفعل لو قام أحد الإرهابيين واختطف الطائرة؟ كنت قبل ذلك أرمي بصري إلى الغيوم التي انفر شت تحتنا كأنها جبال وتلال ممتدة إلى ما لا نهاي...
قراءة الكل
تصغر النباتات، تنكمش على نفسها، تصبح الشوارع مجرد خطوط رفيعة، وتفقد بالبيوت أشكال كلما حلّقت الطائرة، حتى يغدو سطح المدينة أشبه بلعبه دمى ما تلبث أن تختفي. لم يكن خائفاً عندما التقت إليً وسأل: ماذا نفعل لو قام أحد الإرهابيين واختطف الطائرة؟ كنت قبل ذلك أرمي بصري إلى الغيوم التي انفر شت تحتنا كأنها جبال وتلال ممتدة إلى ما لا نهاية، تخطر على بالي أغنية لمطربة منسية تتمنى النوم بين الغيوم والسماء هرباً من العذال. وكان وجه الرجل الذي يجاورني في الطائرة جاداً، وعيناه تلمعان ببريق غريب، تعلقت بأحرف سؤاله كأنني أبحث عن خيوط أتشبث بها من الهاوية التي رماني إليها نظرت إليه باستغراب فكرر السؤال كما لو أن الأمر المريع سيقع، وأجبت: سأترك ذلك للقضاء والقدر. في قصصها هدية حسين شحن وألم وعذاب وحتى الأمل، وفي قصصها ملامح حياتيه تستدعي القارئ وتدعوه للتأمل.