الكتاب من ترجمة إدريس بلمليح. استيعاب المفاهيم الشعرية لدى النقاد العرب القدماء، وتتبع تطور هذه المفاهيم في تفاصيل، موضوع جذاب في حد ذاته، وجدير بأن يستهوي بخاصة من غذي بالشعر القديم نعومة أظفاره. ولعل اختيار موضوع هذا البحث إنما تم قبل كل شيء إرضاء لهذا الميل. لكن الأمر لا يقتصر لا يقتصر على هذا الرضا الذاتي. فان المعرفة التامة...
قراءة الكل
الكتاب من ترجمة إدريس بلمليح. استيعاب المفاهيم الشعرية لدى النقاد العرب القدماء، وتتبع تطور هذه المفاهيم في تفاصيل، موضوع جذاب في حد ذاته، وجدير بأن يستهوي بخاصة من غذي بالشعر القديم نعومة أظفاره. ولعل اختيار موضوع هذا البحث إنما تم قبل كل شيء إرضاء لهذا الميل. لكن الأمر لا يقتصر لا يقتصر على هذا الرضا الذاتي. فان المعرفة التامة للشعرية العربية القديمة، وهي ما تزال مجهولة إلا في خطوطها الكبرى ،خير عون على كتابة تاريخ الأدب العربي الذي ما يزال في بداية تكونه. أليس من المستغرب مثلا أن نحاول كتابة تاريخ الشعر العربي ونحن ما نزال نجهل الكثير من الأصول التي تشرع لكتابة هذا الشعر ؟ واقتصرنا في بحثنا هذا على وجه واحد من وجوه الدراسات الأدبية عند العرب، وهو النقد الشعري. وان مما يزيد دراسة الشعرية العربية قيمة إن الشعر يحتل في عصور الأدب العربي الأول مكان الصدارة. فقد ظل الأدب العربي حتى نهاية القرن الهجري الثاني أدبا منظوما قبل كل شيء. ويضاف إلى هذا أن الشعر العربي القديم يتصف بصفات تكاد تكون خاصة به، وأنه من العسير تذوقه أو تقويمه مترجما إلى لغة أخرى. فلعل دراسة المفاهيم الشعرية عند العرب توصلنا إلى تفسير ثوابت شعرهم و إلى فهم العوامل التي هيمنت على كتابتهم الشعرية وجعلتها تنصب في قوالب محددة.