أحست فاطمة أن شبحاً ما يدور في الغرفة، يود أن يحيل الحياة إلى جحيم، أرادت منعه بكل قوة، كانت مشتتة مرهقة، ممتلئة بالأفكار المتنوعة، والهواجس الصاخبة، والمخاوف المرتقبة، أرادت لنفسها أن تهدأ لفكرة ما، وأن تستقر على وضع طبيعي، لا خوف منه ولا وجل، تمنت لو استطاعت أن تقفل باب بيتها، وتعتني بأطفالها الصغار دون مشكلات، أو أن تكون كبقي...
قراءة الكل
أحست فاطمة أن شبحاً ما يدور في الغرفة، يود أن يحيل الحياة إلى جحيم، أرادت منعه بكل قوة، كانت مشتتة مرهقة، ممتلئة بالأفكار المتنوعة، والهواجس الصاخبة، والمخاوف المرتقبة، أرادت لنفسها أن تهدأ لفكرة ما، وأن تستقر على وضع طبيعي، لا خوف منه ولا وجل، تمنت لو استطاعت أن تقفل باب بيتها، وتعتني بأطفالها الصغار دون مشكلات، أو أن تكون كبقية النساء اللواتي كانت تنتقدهن، وتنتقد سلوكهن، تعيش لنفسها فقط، لتنظيف بيتها وطهي طعامها، ولا شيء آخر سوى ذلك..كلمة الغلافأحست فاطمة أن شبحاً ما يدور في الغرفة، يود أن يحيل الحياة إلى جحيم، أرادت منعه بكل قوة، كانت مشتتة مرهقة، ممتلئة بالأفكار المتنوعة، والهواجس الصاخبة، والمخاوف المرتقبة، أرادت لنفسها أن تهدأ لفكرة ما، وأن تستقر على وضع طبيعي، لا خوف منه ولا وجل، تمنت لو استطاعت أن تقفل باب بيتها، وتعتني بأطفالها الصغار دون مشكلات، أو أن تكون كبقية النساء اللواتي كانت تنتقدهن، وتنتقد سلوكهن، تعيش لنفسها فقط، لتنظيف بيتها وطهي طعامها، ولا شيء آخر سوى ذلك..المستخلصرواية تتحدث عن سيّدة في الثلاثين من العمر، تساعد زوجها في مهنة صناعة اللبن وتوزيعه في مدينة حمص، يكتشفان بعد زمن أن المواد التي يضيفانها للبن مضرّة ومؤذية، يعيشان صراع تأمين المال، أو تغيير مسار الحياة، فيعلنان التوبة، ويعتزلان المهنة لكيلا تتلوث يداهما بالحرام. تمتهن المرأة خدمة المنازل، تقاسي الكثير كي تجني اللقمة الحلال، وبإصرار وكبرياء تدفع ثمن القرار الذي اتخذته بألا تقرب حراماً، وتعيش حياتها بشرف، لا تتنازل أو تنحني مهما كانت الصعوبات والعقبات. أحداث القصّة واقعية، ولكن لا علاقة للأسماء المنتقاة بالأسماء الحقيقيّة من قريب أو بعيد، عايشتُ القصة وعرفت بطلتها عن قرب، وسمعت منها وممن حولها مجريات الأحداث، فكتبتها بقلم الأديب، لعلها تكون قدوة لغيرها من جيل الشباب، الذين يسحرهم بريق المغريات، وتلفتهم الدنيا فتنسيهم المبادئ، وتبدأ معهم رحلة التنازلات...