في رصدها لرحلات القرن الرابع الهجري التي امتاز ت بطابع خاص، وكَثُر المرتحلون، وتعدَّدت أهدافُهم، تكشف المؤلفة الدكتورة نهلة الشقران عن تشكل نظامٍ لغويٍّ انعكس على مرسلها بوضع نفسيٍّ وثقافي، لتقدم من خلال هذا السِفر وصفَاً لمظاهرَ الحضارة الدينيَّة، والاقتصاديَّة، والسياسيَّة، والاجتماعيَّة، وهو وصف ينجلي عن خطاب هذا الأدب الرحلا...
قراءة الكل
في رصدها لرحلات القرن الرابع الهجري التي امتاز ت بطابع خاص، وكَثُر المرتحلون، وتعدَّدت أهدافُهم، تكشف المؤلفة الدكتورة نهلة الشقران عن تشكل نظامٍ لغويٍّ انعكس على مرسلها بوضع نفسيٍّ وثقافي، لتقدم من خلال هذا السِفر وصفَاً لمظاهرَ الحضارة الدينيَّة، والاقتصاديَّة، والسياسيَّة، والاجتماعيَّة، وهو وصف ينجلي عن خطاب هذا الأدب الرحلات الطبيعةَ، وصوَّرها بقوالب تعبيريَّة خاصة.وتبين المؤلفة سمات هذا الخطابُ ولجهة ماسَكَ أبنيته، واعتماده أساليبَ لغويةٍ مختلفةٍ، كالتقديم والتأخير والتكرار والترادف والتقابل، وراوَحَ في أوصافه بين تركيبَي الإضافة والنعت، كما تميّز هذا الخطابُ بآليات خاصَّة، كآليّة المقارنة التفضيليَّة التي أظهرت الموصوفَ وبيَّنت تفرُّدَهُ بصورٍ لُغويةٍ محدَّدةٍ، والوصل العكسي التي يوظِّف بها وصفاً مزدوجاً للمكان نفسه، بين الإيجاب والسلب، أو يقارنه بموصوف آخر، كي يُظهره متفرِّداً لا مثيل له؛ فيؤنس رحَّالتَهُ هذا التفرُّدُ، ويخفّف عنه غربةَ الارتحال.الدراسة التي تقدمها الباحثة، هي قيمة لإنها تأخذنا إلى جغرافيات المكان واللغة والإنسان.حسين نشوان