هذه رسالة لأحد كبار علماء بلادِ الشَّام ومُفتِيها، يُبيِّن فيها عقائدَ الطَّائفة النصيرية ومَن شاكلها. والنصيرية حركة باطنية ظهرت في القرن الثالث للهجرة، أصحابها يعدُّون من غلاة الشيعة الذين زعموا وجوداً إلهيًّا في علي وألهوه به، مقصدهم هدم الإسلام ونقض عراه، وهم مع كل غاز لأرض المسلمين، ولقد أطلق عليهم الاستعمار الفرنسي لسوريا ...
قراءة الكل
هذه رسالة لأحد كبار علماء بلادِ الشَّام ومُفتِيها، يُبيِّن فيها عقائدَ الطَّائفة النصيرية ومَن شاكلها. والنصيرية حركة باطنية ظهرت في القرن الثالث للهجرة، أصحابها يعدُّون من غلاة الشيعة الذين زعموا وجوداً إلهيًّا في علي وألهوه به، مقصدهم هدم الإسلام ونقض عراه، وهم مع كل غاز لأرض المسلمين، ولقد أطلق عليهم الاستعمار الفرنسي لسوريا اسم العلويين تمويهًا وتغطية لحقيقتهم الرافضية والباطنية. ومؤسس هذه الفرقة أبو شعيب محمد بن نصير البصري النميري (ت 270ه) عاصر ثلاثة من أئمة الشيعة وهم علي الهادي (العاشر) والحسن العسكري (الحادي عشر) ومحمد المهدي (الموهوم) (الثاني عشر). وقد عرفوا تاريخيًا باسم النصيرية، وهو اسمهم الأصلي ولكن عندما شُكِّل حزب سياسي في سوريا باسم (الكتلة الوطنية) أراد الحزب أن يقرِّب النصيرية إليه ليكتسبهم فأطلق عليهم اسم العلويين وصادف هذا هوى في نفوسهم وهم يحرصون عليه الآن. هذا وقد أقامت فرنسا لهم دولة أطلقت عليها اسم (دولة العلويين) وقد استمرت هذه الدولة من سنة 1920م إلى سنة 1936م. ونصَّ على حكمِ هذه الطوائفِ أيضًا العلامةُ المحقِّق ابنُ عابدين في حاشيته المشهورة، المسمَّاةِ: "رد المحتار على الدُّر المختار" فذكر مِن حكمهم:1- أنه لا يحلُّ إقرارُهم في ديار الإسلام بجزيةٍ ولا غيرِها، ولا تحِلُّ مناكحتُهم ولا ذبائحُهم. 2- أنهم يَصدُق عليهم اسمُ الزِّنديق، والمنافقِ والملحِد. 3- لا يَصحُّ إسلامُ أحدِهم ظاهرًا إلا بشرطِ التبرِّي عن جميع ما يُخالف دينَ الإسلام؛ لأنهم يدَّعون الإسلام، ويُقرُّون بالشَّهادَتين. 4- وبعدَ الظَّفر بهم يُقتلون ولا توبةَ لهم أصلًا. 5- ونَقَل أنَّ قتْلَهم واستئصالَهم فرضٌ. 6- وأنَّ الشخصَ منهم: يُتَغفَّل ويُقتَل، أي: تُطلَب غفلتُه في عرفان مذهبه. وقال بعضهم يُقتل بلا استِغفالٍ؛ لأنَّ مَن ظهر منه ذلك ودعا الناسَ لا يُصدَّق فيما يَدَّعي بعدُ مِن التوبةِ. 7- ولو قُبِل منهم ذلك لهدموا الإسلامَ وأضلُّوا المسلمينَ مِن غيرِ أنْ يُمكنَ قتلُهم. وهذه الرسالة بعنوان: "رسالة في حكم الدُّرُوز والنُّصيريَّة العلويَّة" معها رسالةٌ ثانيةٌ متمِّمةٌ لها، وهي كذلك لأحدِ كبارِ المفتين في بلاد الشَّام، مع مقدِّماتٍ تتعلَّق بهذه الفِرق إجملًا واختصارًا، وذِكرٍ لشيءٍ قليلٍ مِن مخازيهم عبرَ القُرون. وبعدَه مُلحقٌ فيه ترجمتانِ لشخصَين تكرَّر ذكرُهما، ولهما ارتباطٌ وثيقٌ بمخازي وبلايا هذه الفِرق.