تعنى هذه الدراسة بإشكالية العلاقة بين الذات الوطنية والأخر الأوروبى وتولى اهتمامها لتداعيات الصدام بين الحضارتين الأفريقيى والأوروبية على صعيد الفكر والأدب خاصة فى المجال الروائى منه وقد وقع الاختيار على هذا الموضوع بالنظر للاهمية الكبرى التى يحتلها فى سلم الأولويات والانشغالات التى سادت الساحة الأفريقية منذ نشوء النهضة الأفريقي...
قراءة الكل
تعنى هذه الدراسة بإشكالية العلاقة بين الذات الوطنية والأخر الأوروبى وتولى اهتمامها لتداعيات الصدام بين الحضارتين الأفريقيى والأوروبية على صعيد الفكر والأدب خاصة فى المجال الروائى منه وقد وقع الاختيار على هذا الموضوع بالنظر للاهمية الكبرى التى يحتلها فى سلم الأولويات والانشغالات التى سادت الساحة الأفريقية منذ نشوء النهضة الأفريقية الحديثة فالتاريخ الثقافى الحديث فى أفريقا يكدا يكون هو تاريخ البحث عن الهوية الوطنية وعن الخصوصية الأفريقية وربما ما اضفى طابعا ملحا فى هذه القضية هو الصدام بالحضارة الأوروبية الغارية التى مثلت نوعا من التهديد والتحدى للذات الوطنية فقد شهدت النظريات العنصرية الغربية أوج ازدهارها خلال القرن التاسع عشر مما استثار رد فعل عرقى ووطنى لدى الزنوج سواء منهم المقيمون بجزر الهند الغربية أو بالشتات الأوروبية والأمريكى وأخيرا لدى دوائر الأفارقة فى المستعمرات الأفريقية وقد مثل هؤلاء جميعا نقطة فى حدتها من إحساس بالثنائية ومن الشعور بالالتباس والغموض الذى أحاط بوضعيتهم مما يجعلهم يطرحون وجودهم برمته موضع تساؤل ويبحثون عن جذورهم الحضارية ومواطن خصوصيتهم ومعطيات هويتهم .