بأسلوب مميز، لا يكبّله حرج ولا تعنيه عقدة، وبلغة حميمة وحارقة تليق ببوح وجداني عن ما يعتمر في الذات وفي خزان الذاكرة، من قلق وحب وحسرة وغربة وقلق متراكم وأشجان، يقدّم الشاعر العماني الذي شارك في العديد من الملتقيات والمهرجانات الشعرية في السلطنة وخارجها، هذا الديوان الشعري المميز."وحده قلقي معي"، يعلن الشاعر قلقه، وتخطي ذاته لما...
قراءة الكل
بأسلوب مميز، لا يكبّله حرج ولا تعنيه عقدة، وبلغة حميمة وحارقة تليق ببوح وجداني عن ما يعتمر في الذات وفي خزان الذاكرة، من قلق وحب وحسرة وغربة وقلق متراكم وأشجان، يقدّم الشاعر العماني الذي شارك في العديد من الملتقيات والمهرجانات الشعرية في السلطنة وخارجها، هذا الديوان الشعري المميز."وحده قلقي معي"، يعلن الشاعر قلقه، وتخطي ذاته لما مضى من أخطاء: "وحدي/ على قلق/أخبئ حاضري في الرمل/ أصرخ للجهات/الآن لا معنى/لأخطائي.."، كما يعلن وحدته وتشرده وغربته: "أمضي وحيداً/حاملاً جمر التمرد". و"..شريد في جهات الريح/منسي على وجعي.."، و"حياتي خارج الرؤيا/وحيداً أذرف الماضي/على جسدي/ولا أحداً/يمد بياضه نحوي.."الموت والمنفى حاضران بإصرار يعششان في هواجسه:"ستموت/ وحدك أيها المنفي/لن تجد المشيئة/في يمينك مرة أخرى.." و"..ترقص فوقنا العقرب/ومن منفى/إلى منفى/تطاردنا.." و"..لا فرق/بين مدينة عمياء/أو صحراء مقفرة/تصدع قلبها/كلتاهما الموت../خاتمة الرواية". والموت والبراءة أيضا: "..أموت في وهج الصحاري/ناقشاً/حب البراءة/لم يكن نزقاً/كما تتوهمين/"حبيبتي".لمن يشتكي إلا للأم:"..يا أمي/تعبت../أنا يمزقني الصدى.."، و"..لاشيء يجعلني/أحب الحب،/يا أمي.." و"..أمي/الكواكب كلها اتحدت/فما صفتي أنا/بعد الغياب.." و"..يا أمي أحبك/قرب ذاك القبر/أسكن مرغماً/الموت يتبعني.."ويفتقد أباه: "يا حب/يا واهب الخطوات أغنية/قل لي لأرحل/أين الفجر؟/أين أبي؟" و"يكفيني/أبي حياً أمامي/يقرأ الأشياء.." المرأة والعشق لهما لدى الشاعر التواجد المميز والخاص: "ضميني/إذا انكسر الحديث/ وأغرق المجهول ذاكرتي/سماؤك/وحدها لغتي" و"كتبتُ/ومهما كتبت لعينيك/لا أستفيق من الحب/خمس دقائق/دون رؤاكِ/ستحترق العاطفة..."أما النزق والوطن، فيجتمعان ويتكرران في أكثر من قصيدة وباب، فوطنه سعيد لأكثر من سبب، أحده:"..باشتعال الفجر/في دمنا..". لـ"..قد رحل المكان/الآن/لا وطن/يقاسمني احتراق الظل/لي سفر مع الإيقاع..".ديوان شعري صادق في مشاعره وفي لغته المتطابقة مع بوح عميق للّوعة التي تسكن مكامن الذات، وللحرقة التي تتغذى من حساسية وشفافية الشاعر.