لقد سيطرت قيم السوق على حياتنا و علاقاتنا ، فبردت العواطف الإنسانية. و حمي وطيس النقد والصكوك و حسابات الربح و الخسارة. ورغم حيوية حركتنا اليومية اللاهثة في طلب المعاش ، أصبحنا _ في جانب الروح _ تماثيل رخام باردة.تفككت الأسر ، وانتقضت الروابط الإجتماعية ، و قطعنا صلات الجوار و الرحم ، و فقدنا ودّ الأصدقاء ، وحميمية اللقاء ، و تر...
قراءة الكل
لقد سيطرت قيم السوق على حياتنا و علاقاتنا ، فبردت العواطف الإنسانية. و حمي وطيس النقد والصكوك و حسابات الربح و الخسارة. ورغم حيوية حركتنا اليومية اللاهثة في طلب المعاش ، أصبحنا _ في جانب الروح _ تماثيل رخام باردة.تفككت الأسر ، وانتقضت الروابط الإجتماعية ، و قطعنا صلات الجوار و الرحم ، و فقدنا ودّ الأصدقاء ، وحميمية اللقاء ، و ترحاب لقاء الغرباء ، و قطعنا كل ما أمرنا بوصله. و صرنا كالإنسان الآلي بلا ملامح ، كأنّنا نضع على وجوهنا أقنعة. مشاعرنا أسهم و أرصدة في البنوك. و أوقاتنا و طاقاتنا و أموالنا وظفّناها لمتع تزول أو تلبية لرغبات الأجسام. و لا نرتقي بها إلى آفاق الروح التي تميّز نفس الإنسان كإنسان.ثمّ أذكينا روح العداء والصدام بدل الجدال بالحسنى والوئام ، و أشعلنا الحروب بدل إصلاح ذات البين. وأزهقنا الأرواح البريئة و ارتكبنا الموبقات. و نبذنا قيم العدالة والحق والفضيلة.فهل يعيد الحب التوازن في حياتنا من جديد ؟