ألف الفكر الإنساني، في العشريّات المتأخرة، بما في ذلك محاولات البحث العربي، إجراء تقييم ومساءلة لما أنجز من جهد معرفي في مختلف حقول المعرفة الإنسانية. وننتظر من هكذا قراءة، أن تضعنا أمام جملة من الحقائق المتعلّقة بنوع وكفاءة الأفكار والرؤى التي جرى إنتاجها في هذا الحقل المعرفي أو ذاك. تُرصد دراستنا في هذا الإطار من الإجراءات الم...
قراءة الكل
ألف الفكر الإنساني، في العشريّات المتأخرة، بما في ذلك محاولات البحث العربي، إجراء تقييم ومساءلة لما أنجز من جهد معرفي في مختلف حقول المعرفة الإنسانية. وننتظر من هكذا قراءة، أن تضعنا أمام جملة من الحقائق المتعلّقة بنوع وكفاءة الأفكار والرؤى التي جرى إنتاجها في هذا الحقل المعرفي أو ذاك. تُرصد دراستنا في هذا الإطار من الإجراءات المعرفية، القائمة على قراءة ورصد ما أُنجز من نظريات ومعارف أنتجها العقل في حقل من الحقول المعرفية. أما الحقل المعرفي الذي نستهدفه بالقراءة، فهو (الأدب المقارن)، وأما العقل الذي أنتج ونشط فيه، فهو العقل العربي لمجموعة من المتخصصين في هذا اللون من ألوان المعارف الأدبية. وقد جرى اعتماد مجموعة تتكون من رواد هذا اللون المعرفي، ممن أسسوا له عربياً، واشتغلوا على تثبيته والكتابة فيه، فهم، بالتالي، يتنوعون، من جهة التاريخ؛ إذ منهم الدكتور محمد غنيمي هلال الموطّن لهذا اللون المعرفي عربياً، والدكتور سعيد علوش والدكتور عز الدين المناصرة ممن واكب تطور أطروحات الأدب المقارن، وصاحب التجديد المنهجي فيه؛ فانعكس ذلك اختلافاً بينهم من جهة، وبينهم والدكتور محمد غنيمي هلال من جهة أخرى؛ وتفسير اختيار هذه التشكيلة من الأسماء، يعود أساسا إلى سبب تاريخي، ينتقل بالقراءة من المنطلق إلى التوالي و الاستمرارية، أي من المؤسس عربياً الدكتور محمد غنيمي هلال الذي كان وفياً للمرحلة التأسيسية للأدب المقارن؛ فنقل المطروح من أفكار البدايات في هذا الحقل من حقول المعرفة الأدبية، إلى الدكتور سعيد علوش والدكتور المناصرة اللذين تعرفا على الإسهامات اللاحقة في الأدب المقارن على المستوى العالمي، وعاشا النقاش الذي دار حول نظريته ومناهجه في الفترات التالية التي تلت فترة التأسيس؛ فهما، بذلك، يعكسان المرحلة المتأخرة من تاريخ الأدب المقارن؛ الأمر الذي يضعنا أمام كل تفاصيل النقاش النظري المفهومي أو الإجرائي الذي عرفه هذا الحقل.رابط الموضوع: http://www.alukah.net/library/0/72357/#ixzz3IX2hSxxS