هل تدخن؟ نعم .. أنا مدخن، ولماذا تدخن؟ إنها عادة إلتبستني ولا أستطيع الفكاك منها، وماذا تجد في هذه السيجارة؟ .. إنها تحسن مزاجي وتجعلني قادراً علي التركيز والعمل، ولا أستطيع أن أبدأ يومي من دونها، هذا هو الحوار الدائم والمتكرر لدرجة الملل مع كل مدخن يري في دخان سيجارته ملجأ وملاذاً لحالته المزاجية وهدوءاً لأعصابه، وهي إجابات واه...
قراءة الكل
هل تدخن؟ نعم .. أنا مدخن، ولماذا تدخن؟ إنها عادة إلتبستني ولا أستطيع الفكاك منها، وماذا تجد في هذه السيجارة؟ .. إنها تحسن مزاجي وتجعلني قادراً علي التركيز والعمل، ولا أستطيع أن أبدأ يومي من دونها، هذا هو الحوار الدائم والمتكرر لدرجة الملل مع كل مدخن يري في دخان سيجارته ملجأ وملاذاً لحالته المزاجية وهدوءاً لأعصابه، وهي إجابات واهية لا تحمل سوي ضعف داخلي، واعتماد علي أي عامل خارجي يلقي عليه بتبعات نفسية.وأنا شخصياً أعتقد أن اللجوء للتدخين هو أمر نفسي بشكل كبير، أكثر منه احتياجاً للنيكوتين وعادات الانسان، فالعامل النفسي أراه هو الحاجز الأساسي في وجه أي مدخن للإقلاع عن السيجارة، وإن كان لاأحد ينكر أن هناك أسبابًا عضوية وجسدية تسيطر لكن الأهم هو تلك الإرادة التي تجعل الانسان ينجح في التغلب علي أي من المستحيلات التي تواجهه.وفي هذا الكتاب يقدم دكتور أيمن فرغلي عرضاً طبياً رائعاً لمشكلة قطاع كبير من الشعب المصري رجالاً ونساء، كباراً وشبابًا، مدخنين إيجابيين وسلبيين، وتتعدد فصول الكتاب بين أنواع التدخين ولماذا ندخن، ويشرح لنا مكونات التبغ وكيف يعمل الدخان في الرئة، وما هي الآثار السلبية والصحية الخطيرة علي الرئتين، وتأثير دخان السيجارة علي الأطفال وعلي النساء، والخطر الذي تتعرض له المرأة الحامل، ونصائح مفيدة في خطوات بسيطة لكل من يريد الإقلاع عن التدخين. وأكثر ما يحيرني هو ذلك المدخن الذي يأخذ الأمر علي محمل شخصي، فعندما ينتقد أي أحد التدخين والمدخنين يعتقد أن المنتقد يريد أن يوجه له النقائص أو اللوم، وفي السنوات الأخيرة أخذت أسعار السجائر في الارتفاع، مرة واثنتين وثلاثاً، وعلي الرغم من هذا لم أر أحدًا يقلع عن التدخين أو حتي قرر أن يقلل عدد السجائر التي يشربها يومياً، هذا هو ما أراه رغبة قوية وعنيدة في الاستمرار في إيذاء النفس والآخرين.\في النهاية أود أن أقول إن الصحة هي أغلي ما أنعم الله علي الانسان، وتخيل نفسك عندما يلم بك أي مصاب تافه وكيف تكون حالتك وتدعو الله آناء الليل وأطراف النهار أن يصرفه عنك، لذا فتوقف الآن عن حقن نفسك ببطء بالسرطان، توقف الآن عن وضع السم لنفسك ولمن حولك في الهواء، توقف الآن وتذكر كل من عانوا ويلات المرض جراء تلك السيجارة وذلك "السم الطائر" .. توقف واقرأ الصفحات التالية بتمهل وعقل مفتوح قبل أن تجلس أمام مشرط الطبيب بقلب مفتوح.