صياغة التعاون المائي الجماعي في حوض النيل، هدف حرصت دول الحوض على تحقيقه، عبر سلسلة من المبادرات والأفكار والتدخلات الدولية، وإن كان من الواضح أن صياغته كرؤية واستراتيجية وآليات ظلت حبيسة تباين الرؤى والدوافع الداخلية لدول الحوض من ناحية ثانية، فضلًا عن تأثيرات المتغيرات الدولية. فتطور عملية صياغة الهدف عبر سنين من الخبرة والدرو...
قراءة الكل
صياغة التعاون المائي الجماعي في حوض النيل، هدف حرصت دول الحوض على تحقيقه، عبر سلسلة من المبادرات والأفكار والتدخلات الدولية، وإن كان من الواضح أن صياغته كرؤية واستراتيجية وآليات ظلت حبيسة تباين الرؤى والدوافع الداخلية لدول الحوض من ناحية ثانية، فضلًا عن تأثيرات المتغيرات الدولية. فتطور عملية صياغة الهدف عبر سنين من الخبرة والدروس المستفادة من التجارب لم تفلح في حل شفرة الوصول إلى اتفاق قانوني ومؤسسي لتنظيم عملية إدارة المياه في الحوض. ومن الواضح أن سياسة الأمر الواقع ما تزال تفرض نفسها على مسار التعاون وصياغته، فقد فرضتها الصراعات السياسية والحساسيات التاريخية والتوازنات السياسية الإقليمية والدولية نفسها على ما عداها من حسابات وظلت الحسابات الداخلية الخاصة بآمال التنمية والاستقرار بعيدة عن مؤثرات عملية الصياغ، وحتى عندما تزايد عامل الحسابات الداخلية فقد استند إلى عوامل تعظم من المصلحة الذاتية وتعلي من التوظيف السياسي لقضية المياه على حساب الفوائد التنموية والاقتصادية. واتساقًا مع المعطيات والمتطلبات الداعية لاستيعاب تداعيات اتفاق عنتيبي وتنمية الوعي والإدراك الجماعي بأهمية التوصل إلى اتفاق جماعي لسبل إدارة التعاون المائي، وقد انطلقت رؤية هذا الكتاب بمحاوره السبعة على تأكيد لغة التعاون وأن تعثر المفاوضات مرآة عاكسة لحجم الفجوة المراد سدها حتى يمكن الوصول إلى صيغة تعاقدية للتعاون.