ينتمي نص كتاب "معرفة الشرق في العصر العثماني / الرحلة الفرنسية إلى العراق" إلى صنف النصوص الرحلية غير النمطية أو التقليدية، لطبيعة الظرف والسياق التاريخي الذي انبثقت من مخاضاته هذه الرحلة ذات الطبقات المتراكمة، فهي من جهة تكشف عن بدايات التوجه الأوروبي / الفرنسي إلى الشرق بعد الإنعطافة العظمى للثورة الفرنسية التي دفعت بإتجاه الإ...
قراءة الكل
ينتمي نص كتاب "معرفة الشرق في العصر العثماني / الرحلة الفرنسية إلى العراق" إلى صنف النصوص الرحلية غير النمطية أو التقليدية، لطبيعة الظرف والسياق التاريخي الذي انبثقت من مخاضاته هذه الرحلة ذات الطبقات المتراكمة، فهي من جهة تكشف عن بدايات التوجه الأوروبي / الفرنسي إلى الشرق بعد الإنعطافة العظمى للثورة الفرنسية التي دفعت بإتجاه الإستيعاب العلمي والمهني للشرق أبان تفكك عُرا الإمبراطورية العثمانية، مما أعطى هذا للرحلة أهمية مضاعفة كون صاحبها مختص بالعلوم الصرفة والطب، فلم يختص كما جرت عادة الرحالة بأرشفة الوقائع الإجتماعية والسياسية والدينية، وإنما قدّم توصيفاً بانورامياً عن الأوضاع الصحية والأمراض والأوبئة والموارد الطبيعية والمتغيرات البيئية وعالم الحيوان مما جعل الرحلة مصدراً هاماً للتاريخ الطبيعي والبيئي والإقتصادي للشرق والعراق في عصر المرحلة الأخيرة من عمر الدولة العثمانية.