الحائط الذي صُـفّت عليه اللوحات، تنبعث منه روائح العفن، ويتكئ الوطن على مبولة الرصيف عريانا·· يغطي وجهه بمنديل أسود·· أقترب من لوحته·· أحاول أن أنتزع المنديل، وأضعه فوق عورته·· ينكمش خوفا من اليد التي تمتد إليه·· يرمقني بطرف عينه اليسرى، لكن المنديل الأسود لايترك له فسحة من نظر·· تصطك ركبتاه من العري·· يطوي قامته المديدة ويجمع ك...
قراءة الكل
الحائط الذي صُـفّت عليه اللوحات، تنبعث منه روائح العفن، ويتكئ الوطن على مبولة الرصيف عريانا·· يغطي وجهه بمنديل أسود·· أقترب من لوحته·· أحاول أن أنتزع المنديل، وأضعه فوق عورته·· ينكمش خوفا من اليد التي تمتد إليه·· يرمقني بطرف عينه اليسرى، لكن المنديل الأسود لايترك له فسحة من نظر·· تصطك ركبتاه من العري·· يطوي قامته المديدة ويجمع كفتيه عند فمه·· يقول شيئا لاأفهمه.. أحتضنه على صدري.. لكنه أكبر من صدري بكثير·· ألفّه بعباءة الطوارئ.. تساعدني أم عدي في حمله.. أفتح حقيبتي.. أسْتَلّ قلما من أقلام الماجك .. تقف أم عدي لصق ظهري.. أكتب على الحائط بخط خجول: ”وطن للبيع” جملة وتفصيلا !