يعرض هذا الكتاب إلى علاقة التهيئة بالتنمية والتخطيط متخذا بلاد خمير نموذجا للبحث وهو في ثلاثة أبواب اهتم أولها بالاختيارات الوطنية الكبرى (التهيئة المائية والتهيئة الغابية والتهيئة السياحية) لإبراز تأثيرات التهيئة العمودية في المجالات المحلية. أمّا الثاني فقد توقف عند التهيئة النّقاطية من قبيل برامج التنمية والمشاكل المنجرّة عنه...
قراءة الكل
يعرض هذا الكتاب إلى علاقة التهيئة بالتنمية والتخطيط متخذا بلاد خمير نموذجا للبحث وهو في ثلاثة أبواب اهتم أولها بالاختيارات الوطنية الكبرى (التهيئة المائية والتهيئة الغابية والتهيئة السياحية) لإبراز تأثيرات التهيئة العمودية في المجالات المحلية. أمّا الثاني فقد توقف عند التهيئة النّقاطية من قبيل برامج التنمية والمشاكل المنجرّة عنها كالحركة المجالية للسكان وتنامي البنية القروية، في حين نظر الباب الأخير في إمكانات التهيئة والتنمية المحليتين على أساس تصوّرات جميع الأطراف وتوقعاتها المستقبلية.إن تسمية خمير قد ظهرت في الفترة العربية وتعني مجموعة قبائل يربط بينها روحياً الولي الصالح عبد الله بن خمير بن عمر. وحسب هذا التحديد فإن قبائل خمير تمتد حتى حوض مجردة الأوسط وداخل التراب الجزائري حالياً. وقد تشكلت أهم المقومات المحلية لبلاد خمير التي هي موضوع البحث في هذا الكتاب في القرن التاسع عشر بسبب الأوضاع التي مرت بها البلاد التونسية وهي المجموعة التي تعيش بين ربوات فرنانة وسهل طبرقة، والتي تصدت إلى الباي عند محاولة وضع حدّ فاصل بين سهل طبرقة والجبل، واتحدت لمواجهة الاحتلال الفرنسي.وقد اكتسبت هذه القبائل عادات وتقاليد مشتركة، وكوّنت علاقات في شكل اسواق دورية وموزعة مجالياً وشبكة من المسالك فيما بينها وأصبحت ممثلة في وفد أو شيخ يوحد بينها. وصارت هذه المجموعة تعيش نفس الواقع الاقتصادي والاجتماعي بعد "الاستحواذ" على مجالها.وقد حاول الباحث عن طريق العمل الميداني والمحادثات مع سكان المجالات الانتقالية تحديد بعض أسس المجال المحلي كالانتماء والدفاع والروابط الاجتماعية والثقافية والعلاقات والمبادلات، والتطلعات المستقبلية. وتوصل من خلال ذلك إلى وضع حدود تقريبية. وقد جاء ذلك ضمن بحث تضمن ثلاثة أبواب وتسعة فصول، اهتم الباحث في الباب الأول منه بالاختيارات الوطنية الكبرى (التهيئة المائية والتهيئة الغابية والتهيئة السياحية) لإبراز تأثيرات التهيئة العمودية في المجالات المحلية. وتناول في الباب الثاني التهيئة النقاطية: المحاور والمراكز وبرامج التنمية لإبراز استراتيجيات السكان، والعلاجات الآنية التي ترتب عنها مشاكل مجالية كالانحباس والحركة المجالية للسكان وتنامي البيئة القروية. وخصص الباب الثالث لدراسة إمكانيات التهيئة والتنمية المحلية على أساس تصورات جميع الأطراف والتوقعات المستقبلية ومبادئ نابعة من الواقع المحلي. وذلك لتقديم جملة من المقترحات العملية التي يمكن أن تضاف إلى تصورات أخرى لإعداد مثال توجيهي وأمثلة تفصيلية لتهيئة وتنمية بلاد خمير.