في جديده القصصي الذي بين أيدينا، ينظر إلينا القاص المبدع "نصرت مردان" فى استراحة الهدنة القصيرة من ثقب رصاصة فى ذاكرة الأيام التى أصابت كينونتها الاجتماعية والسياسية فى جغرافية وجودنا وألمنا الإنساني. إنه يسبر ويوغل عميقاً فى تحولاتنا ليشاطر ملامحنا وتماهينا مع الحياة اليومية فى أجلى صور الكشف والائتلاف، إنه يقاربنا خلسة، وبكل ت...
قراءة الكل
في جديده القصصي الذي بين أيدينا، ينظر إلينا القاص المبدع "نصرت مردان" فى استراحة الهدنة القصيرة من ثقب رصاصة فى ذاكرة الأيام التى أصابت كينونتها الاجتماعية والسياسية فى جغرافية وجودنا وألمنا الإنساني. إنه يسبر ويوغل عميقاً فى تحولاتنا ليشاطر ملامحنا وتماهينا مع الحياة اليومية فى أجلى صور الكشف والائتلاف، إنه يقاربنا خلسة، وبكل تأن وهدوء، وبلغة واقعية وحسية مشحونة بالدلالة والترميز والإيحاء والإيجاز، وببناء فنى محكم لعالم مدهش وأخاذ من جهة، خانق ومقموع من جهة أخرى، وهو فى كل هذه التضادات والمفارقات الحية يقدم لنا ملامح بشرية نعرفها بدقة، بيد أننا نكتشف بعتة بأنها ملامحنا جميعاً وبدون استثناء. وبغض النظر عن خلفية بعض مشاهده القصصية التى تشرخها القسوة وأزيز الطائرات والبارود، فإن أغلب قصص المجموعة يرصد شرخ الزمن فى المحيط والبيئة والإنسان. لقد أتت هذه المجموعة بدون التباس، واضحة، وعارية إلا من غلالة الواقع الحي والشفيف وهى تغوص فى أديم مسراتنا ومواجعنا.