إذا كان الأدب العظيم هو الذي يتجاوز عصره الذي كتب فيه ،ويبقى قادراً على بث المتعة الأدبية وجذب جمهور القراء، بعد انقضاء الشروط الزمانية والمكانية التي كانت تحكم ظروف إنتاجه، فإن أعمال جبران خليل جبران استطاعت أن تصمد في وجه الزمن، وتنجح في امتحانه. ذلك أنها اليوم وبعد مرور أكثر من سبعين عاماً على وفاة مبدعها، ما زالت دور النشر ت...
قراءة الكل
إذا كان الأدب العظيم هو الذي يتجاوز عصره الذي كتب فيه ،ويبقى قادراً على بث المتعة الأدبية وجذب جمهور القراء، بعد انقضاء الشروط الزمانية والمكانية التي كانت تحكم ظروف إنتاجه، فإن أعمال جبران خليل جبران استطاعت أن تصمد في وجه الزمن، وتنجح في امتحانه. ذلك أنها اليوم وبعد مرور أكثر من سبعين عاماً على وفاة مبدعها، ما زالت دور النشر تتسابق على إعادة أصدارها. بالإضافة إلى ذلك فإن أعمال جبران لم تتجاوز حدود الزمن فحسب بل تجاوزت حدود المكان أيضاً. فهي اليوم مقروءة في جميع بقاع الأرض بعد أن تمت ترجمتها إلى معظم لغات العالم. واعتماداً على هذا المعيار الذي قلما يخطئ فإن المهمة الملقاة على عاتق النقاد والباحثين الذين يدرسون أعمال جبران، تتخطى مسألة إطلاق حكم القيمة إلى ما هو أهم من ذلك بكثير. وهو محاولة سبر أغوار الأدب الجبراني للوقوف على الخصائص الأصلية التي يتميز بها واستقراء العوامل التي جعلته قادراً على ملامسة الجوانب الأكثر عمقاً وشفافية في الجوهر الإنساني.