يعتبر ابن رشد وبحق، من ألمع الوجوه الفلسفية والعلمية في البلاد العربية والإسلامية معاً. وكان من أبرز علماء المسلمين في الأندلس كمالاً وعلماً وفضلاً، وقد تم له استيعاب جوانب الفلسفة الأرسطية كاملة من منطق وطبيعيات والهيئات، فبسطها وجعلها سهلة الفهم عند العامة، إلى جانب كتب السياسة والأخلاق، وحاول أن يوفق بينها وبين التعاليم الإسل...
قراءة الكل
يعتبر ابن رشد وبحق، من ألمع الوجوه الفلسفية والعلمية في البلاد العربية والإسلامية معاً. وكان من أبرز علماء المسلمين في الأندلس كمالاً وعلماً وفضلاً، وقد تم له استيعاب جوانب الفلسفة الأرسطية كاملة من منطق وطبيعيات والهيئات، فبسطها وجعلها سهلة الفهم عند العامة، إلى جانب كتب السياسة والأخلاق، وحاول أن يوفق بينها وبين التعاليم الإسلامية؛ وكانت فلسفته أساساً للنهضة الفكرية في أوروبا كلها، ولا تزال شهرته إلى يومنا هذا لا توازيها شهرة.وإلى جانب كون ابن رشد فيلسوفاً، فقد كان قاضياً ولد في بيت اشتهر بالفقه والفقهاء، متقلداً أعظم مناصب القضاء في قرطبة والأندلس، وشاغلاً منصب قاضي القضاة لأكثر من عشر سنوات متتالية. كما أنه كان طيباً أتقن علم الطب وبرع في اتقانه له ومارسه عملياً ونظرياً وبحث في الأمور الكلية لهذا العلم وأوضح وظيفة (شبكة العين) بشكل علمي دقيق وكانت مجهولة في القرون الوسطى وما قبلها، وترك تراثاً ضخماً من المؤلفات العلمية لا تزال حتى يومنا هذا تحظى بالعناية والاهتمام البالغين.وبالإضافة إلى ذلك كله كان ابن رشد فقيهاً وله في الفقه كتاب اعتبر من أحسن ما ألّف في هذا الموضوع، وهو كتابه "بداية المجتهد ونهاية المقتصد". وهكذا فإن هذا المفكر تعدّدت ثقافاته وعلومه، وتنوعت معارفه في الفلسفة والطب والفقه وعلم الكلام وغيرها من العلوم التي شملت مختلف جوانب الحياة. ومن خلال هذا الكتاب يقدم المؤلف ترجمة لهذا العظيم، لجعل القارئ على معرفة تامة بأحد عظماء المسلمين. وقد أبقي المؤلف الترجمة بإطارها التاريخي ليعيش القارئ مع ابن رشد في كل مراحل حياته الفكرية والاجتماعية والسياسية، ليلتمس وجه العمل والمثابرة والكفاح في حياة هذا العظيم.