لم يكن راغبا فى مغادرة الوادى الذى اصطفى الله أهله من كل بقاع الأرض، لم تراوده الغربة منذ حطت قدماه أرض مكة طائرا مهاجرا، يعانى فقرا وجهلا يكمن فى ثنايا ريشه، ويلتصق بجناحيه، وعندما نفض فقره وجهله وحرر ريشه وأطلق جناحيه فى عالم المال، هاهو يفكر فى الطيران بعيدا عنها، حاول نسيان نبوءة الراعي والحلم الذي أرقه، لكنهما يعودان إليه ك...
قراءة الكل
لم يكن راغبا فى مغادرة الوادى الذى اصطفى الله أهله من كل بقاع الأرض، لم تراوده الغربة منذ حطت قدماه أرض مكة طائرا مهاجرا، يعانى فقرا وجهلا يكمن فى ثنايا ريشه، ويلتصق بجناحيه، وعندما نفض فقره وجهله وحرر ريشه وأطلق جناحيه فى عالم المال، هاهو يفكر فى الطيران بعيدا عنها، حاول نسيان نبوءة الراعي والحلم الذي أرقه، لكنهما يعودان إليه كلما انهمر المال بين يديه، تعلم أن لا يأمن للدنيا، فهى تبتسم كثيرا، حتى إذا ركن إليها المرء واستكان في نعيمها كشرت عن أنيابها، كالسماء الغاضبة التى التهمت ثروته فى ساعات قليلة، هذه رحلة البطل ونبوءة الراعي، والتي نسجت خيوطها الكاتبة نبيلة محجوب فى رؤيتها التى واجهت العنف، وأبانت فى أسلوبها الجذاب وعرضها المدهش، أن نبل الهدف وسلامة المقصد لا يبرران المغامرة بمصائر أمم كى تساق إلى مصيرها.