يعتبر الكتاب ثورة في العلوم اللغوية الحديثة التي جاءت في منتصف القرن الماضي فحطمت قوالب هذا العلم الجامدة في الغرب. يتمحور الكتاب حول الاستعارة والمجاز، فبعد أن حدد المؤلف جوهرهما وعلاقتهما بالتشبيه والرمز موضحاً روابط الغربي ونقاط الاختلاف بينهما، قام بإظهار دور كل من هذه الأشكال الأسلوبية في الكتابة، واضعاً في القسم الأخير من ...
قراءة الكل
يعتبر الكتاب ثورة في العلوم اللغوية الحديثة التي جاءت في منتصف القرن الماضي فحطمت قوالب هذا العلم الجامدة في الغرب. يتمحور الكتاب حول الاستعارة والمجاز، فبعد أن حدد المؤلف جوهرهما وعلاقتهما بالتشبيه والرمز موضحاً روابط الغربي ونقاط الاختلاف بينهما، قام بإظهار دور كل من هذه الأشكال الأسلوبية في الكتابة، واضعاً في القسم الأخير من كتابه منهجاً متكاملاً إلى حد ما لدراسة الظواهر المجازية في التعبير الفني الجميل. لذلك لم يقتصر عمل المؤلف على تعيين الصورة البلاغية من خلال تطبيق المعادلة الكلاسيكية، طريقة تعبير، وجه بلاغي، وإنما تعدى ذلك إلى الغوص في الموضوع عمودياً وليس سطحياً، ذهب مباشرة إلى الدلالة في التعابير الكتابية وكشف بشكل منطقي وفني عن تبدلات الدلالة في كل من الاستعارة والمجاز والرمز مشيراً إلى الحركية الداخلية في الأسلوب الفني المجازي، وهذه الحركية المتطورة تأبى أن تنحصر ضمن قوالب جامدة تتحكم فيها أينما وجدت. فالصور البلاغية طاقات دلالية لا محدودة، ودراستها محاولة للكشف عن هذه الطاقات المتحركة، وما يلفت النظر في هذا الكتاب، أن صاحبه استفاد من العلوم اللغوية الحديثة، ولا سيما الألسنية وعلم الدلالة ليستخدمهما في حقل الأسلوبية التطبيقية، فاتسمت تجربته بالحداثة والعمق والوضوح.