امرأة من صحراء، وملكة مخلوعة، تحدت إمبراطوريتى روما وفارس، زنوبيا ملكة تدمر تنبعث من بين ركام التاريخ، تنفض غبار الزمن، لتتجسد امرأة في هذه الرواية التي أرادت لها كاتبتها أن تستلهم التاريخ وتعيد تشكيله وفق رؤية عصرية. في هذه الرواية تفكك الملكة لولب مقبض مرآتها السحرية "فيفوح منها عطر قديم، عطر الرمل الجاف والثمر الناضج".واللافت...
قراءة الكل
امرأة من صحراء، وملكة مخلوعة، تحدت إمبراطوريتى روما وفارس، زنوبيا ملكة تدمر تنبعث من بين ركام التاريخ، تنفض غبار الزمن، لتتجسد امرأة في هذه الرواية التي أرادت لها كاتبتها أن تستلهم التاريخ وتعيد تشكيله وفق رؤية عصرية. في هذه الرواية تفكك الملكة لولب مقبض مرآتها السحرية "فيفوح منها عطر قديم، عطر الرمل الجاف والثمر الناضج".واللافت في هذه الرواية لغتها التي تستمد سحرها وغرابتها من جو الرواية الموغل في الغموض كما تتجلى روعة الإمساك ببعض التفاصيل الصغيرة، التي توردها الكاتبة لتغوي القارئ بمتابعة القراءة حتى نهاية الرواية. ميريم أنطاكي تسمعنا في روايتها صفير الريح وضوضاء الحرب وتجعلنا نتشرب بتلك اللغة المهربة من مدن التاريخ..."أنا ملكة مخلوعة، امرأة من الصحراء، أصبحت منذ الآن أسيرة الإمبراطور أورليانس، أراقب مياه نهر التيبر وهي تنساب في الغياهب الرطبة، وتذوب روما ببطء في الليل وفي صقيع الشتاء. ولدت في تدمر، في قلب شرق متلألئ، أما أحمل ماضي انتصاري. أنا الآن سجينة قدر تجسد في حتى استنفدت قواي فاخترت في النهاية ظلمة الموت".في القرن الثالث من عصرنا، قامت زنوبيا الشابة، وهي الوصية على مملكة تدمر والمتمردة على روما بمضاعفة الانتصارات، من البحر الأبيض المتوسط إلى دجلة ومن آسيا الصغرى إلى مصر...أحيت ميريم أنطاكي الشرق القديم بأسلوب جزل: إنها ملحمة تنافس فيها أنوار المناظر الطبيعية الرملية أبهة الملابس الشرقية حيث ترجع الأنهار الكبيرة من النيل إلى الفرات أصداء حرب الهجانة وأغنية زنوبيا في الحب.ولدت ميريم أنطاكي في سوريا، وهي تعيش في حلب وتكتب باللغة الفرنسية "تدمر في الذاكرة" هي روايتها الرابعة.