“أضمن لقارئ هذه القصص المُتعة التي هي واحدة من أهم أهداف أي عمل فني جيد. إنها لا تقتصر على لذة الحكي ووجع الحكاية فحسب، بل تُبدع في خلق مناخاتها المتنوعة فتصعَد بالواقعي حد الغرائبية للإشارة إلى غرائبية الواقع ذاته، كما تُنوع فـي تقنياتها المتحررة الخاصة. تتداخل فيها الأزمنة ويتداخل فيها الكاتب مع شخصياته متصرفاً بشؤونها بشكل يو...
قراءة الكل
“أضمن لقارئ هذه القصص المُتعة التي هي واحدة من أهم أهداف أي عمل فني جيد. إنها لا تقتصر على لذة الحكي ووجع الحكاية فحسب، بل تُبدع في خلق مناخاتها المتنوعة فتصعَد بالواقعي حد الغرائبية للإشارة إلى غرائبية الواقع ذاته، كما تُنوع فـي تقنياتها المتحررة الخاصة. تتداخل فيها الأزمنة ويتداخل فيها الكاتب مع شخصياته متصرفاً بشؤونها بشكل يوحي بعكس ذلك تماماً وبأنه غير قادر على فعل شيء حيالها ولا حيال نفسه، وذلك عبر سرد سريع الإيقاع عرفنا به ميثم سلمان في روايته “قشور بحجم الوطن”، وهي سرعة لا تعني التسرع بقدر ما تشي به من فداحة اكتظاظ كاتبها بالقول والذاكرة والرؤى التي تتدافع توقاً للبوح فتوقد فيه رغبة الصراخ المُعدية لقارئه. أسلوبه سلس واضح لا يخلو من سخرية مُرّة أحياناً ورمزية قابلة للتأويلات، هذا إضافة إلى توظيف الوصف المشهدي والحوار بحيث يُشعرنا وكأننا أمام عمل مسرحي، مما يعين المتلقي على استيعاب مواضيعها الإنسانية النفسية وهمومها العراقية الكبيرة، والتي من بينها حالات الإحباط والانشطار والاغتراب الذي يدفع إلى الغربة والغربة التي تقود إلى الاغتراب”.الدكتور محسن الرمليكاتب عراقي مقيم في إسبانيا