استطاع الفيلم الروائى بإمكانياته التعبيرية المؤثرة أن يجتذب اهتمام جماهير المشاهدين على اختلاف اللغة، والزمان، والمكان، وبالرغم من أن الصورة العامة للسينما الروائية قد تبدو ترفيهية، إلا أنه قد قدمت من خلالها نماذج خالدة جعلت منها بحق مرآة تعكس مشاكل الإنسان وصراعه من أجل الحياة. وفيما يتعلق بإنسان العالم الثالث، بدأ تصوير الواقع...
قراءة الكل
استطاع الفيلم الروائى بإمكانياته التعبيرية المؤثرة أن يجتذب اهتمام جماهير المشاهدين على اختلاف اللغة، والزمان، والمكان، وبالرغم من أن الصورة العامة للسينما الروائية قد تبدو ترفيهية، إلا أنه قد قدمت من خلالها نماذج خالدة جعلت منها بحق مرآة تعكس مشاكل الإنسان وصراعه من أجل الحياة. وفيما يتعلق بإنسان العالم الثالث، بدأ تصوير الواقع الحياتي له بمثابة المعيار الحقيقي لمدى نجاح السينما القومية لبلدان آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية.فعن طريق الالتصاق بالواقع المحلي والبيئة القومية عرف العالم الفلاح البنغالي مثلاً عن طريق أفلام "ساتياجيت راي" كما تعرف على كفاح الشعب الجزائري من أحل تحرير وطنه في أفلام "محمد الأخضر حامينا". وفي مصر، وبالغم من أن حياة وشخصية الفلاح المصري تعكس أهم سمات الطابع والروح القومي لشعبها... إلا أن السينما الروائية المصرية على مدى تاريخها الطويل نسبياً، بدت وكأنها لا تقترب من هذا الجانب إلا على استحياء..وعندما نقترب منه فعلاً فإن محاولاتها تبدو في مرتبة أدنى مما كان ينبغي أن تعكسه من وعن هذه الحياة.. فما أنتجته السينما المصرية منذ نشأتها من أفلام عن حياة وشخصية الفلاح يثير التساؤل من حيث الكم والكيف... فكم الأفلام التي أنتجت يبدو متواضعاً بالنسبة للإنتاج الكلي كما أن تصويرها لواقع الفلاح المصري كان ولا يزال محل جدل فيما يتعلق بمدى مصداقيته, وهذا ما يؤسس منطلق هذه الدراسة التي تستهدف استكشاف مدى مصداقية السينما الروائية المصرية في التعبير عن شخصية وحياة الفلاح المصري، بوصفه العنصر الأساسي في بنية المجتمع بالإضافة إلى مدى ما حققته في محاولاتها للتعبير عن مظاهر الحياة في القرية المصرية، سواء من حيث الكم أو الكيف.