تناول هذه الدراسة الفعل الانسانى و دور الانسان فى خلق حضارته حيث ان الساحة التى غطاها الفكر الانسانى من خلال تطور العقلية الانسانية اتسمت بالفاعلية و الانجاز و التقدم و كان المعول الخى وراء ذلك تلك المطامع البشرية لتخطى حدود الواقع الأرضى الذى هو فى حقيقة الأمر تجل إلهى مستمر للإنسان من أجل عمارة الكون و الحياة فالقوة العقلية فى...
قراءة الكل
تناول هذه الدراسة الفعل الانسانى و دور الانسان فى خلق حضارته حيث ان الساحة التى غطاها الفكر الانسانى من خلال تطور العقلية الانسانية اتسمت بالفاعلية و الانجاز و التقدم و كان المعول الخى وراء ذلك تلك المطامع البشرية لتخطى حدود الواقع الأرضى الذى هو فى حقيقة الأمر تجل إلهى مستمر للإنسان من أجل عمارة الكون و الحياة فالقوة العقلية فى الانسان و التى تكون قدأخذت طريقتها الى خارج نفسه هى التعبير التاريخى و الاجتماعى من التجارب المتكررة عبر القرون و هذه القوة هى أساس جميع التغيرات الانسانية الكبرى تلك التغيرات كان ورائها الانسان بما يملك من قيم دينية و أخلاقية فهو العامل الرئيسى للحضارة و المحرك الفاعل للطبيعة وتوجيه سيرها فى اتجاه السلم أو الحرب.- ولذا فأننا نجد ان احترام الانسان لانسانيته و استثمار ذلك فى سبيل سعادته هما العاملان الرئيسيان فى تكوين و تطور الحضارة الاقليمية و العالمية ومن هذا كان موضوع الرسالة حول الانسان الذى هو الأول لكل حضارة.-اوضحنا ان الحضارة يصنعها الانسان من خلال جهوده المبذولة على مر العصور وذلك بعد ان تمده الطبيعة بالطاقات و لكن بشرط ان يحسن الانسان تكييف هذه الطاقات وتوجيهها نحو أهداف محددة وواضحة لأن المادة وحدها لا تعطى شيئا الا اذا استثمرت وفق مجالات الحياة نحو واقع أفضل, هذا الواقع الأفضل لا يتحقق الا باتجاه الانسان بوصفه أول الحضارة وآخرها لذا كان الفصل الأول عبارة عن تحديد مفاهيم وأولها مفهوم الانسان الذى اهتم تعريفه كثير من الفلاسفة والمفكرين وبالرغم من التناقضات فى تعريف الانسان الا أنها مظهر شكلى فى تكوين مفهوم الانسان فالناس قد خلقوا سواسية والانسان هو نفسه الذى استغل طاقاته المتناقضة ليجعل من بعض دنياه على الأرض جنه وبعضها الآخر جحما وهو الذى استغل كل طاقاته المتناقضة ليجعل من بعض الناس سادة ومن بعضهم عبيدا وهو الذى سخر المال والسلطة.
