يعاني السودان حاليًا صراعًا دوليًّا محتدمًا في دارفور، أصبح يلعب دورًا حاكمًا في طبيعة التطورات السياسية الداخلية في الخرطوم، فضلاً عن الأدوار الإقليمية المحيطة به، ويمكن القول: إن دور كل من الولايات المتحدة والأمم المتحدة على الصعيد الدولي يعدان من أهم الأدوار الفاعلة المؤثرة في مسار أزمة دارفور، وعلى صعيد الأدوار الإقليمية نجد...
قراءة الكل
يعاني السودان حاليًا صراعًا دوليًّا محتدمًا في دارفور، أصبح يلعب دورًا حاكمًا في طبيعة التطورات السياسية الداخلية في الخرطوم، فضلاً عن الأدوار الإقليمية المحيطة به، ويمكن القول: إن دور كل من الولايات المتحدة والأمم المتحدة على الصعيد الدولي يعدان من أهم الأدوار الفاعلة المؤثرة في مسار أزمة دارفور، وعلى صعيد الأدوار الإقليمية نجد الدور المصري والليبي والتشادي إلى جانب إفريقيا الوسطى، فضلاً عن الاتحاد الإفريقي الذي لا يمكن إغفال دوره باعتباره المنظمة الإقليمية المعنية بشئون السلم والأمن في القارة الإفريقية. ولعل رصد طبيعة تلك الأدوار الدولية والإقليمية إزاء ما يجري في إقليم دارفور في هذه المرحلة يمكن أن يكشف لنا العديد من الحقائق والمعلومات بشان تلك الأزمة التي تتصاعد وتيرتها يومًا بعد يوم.وتكمن أهمية دراسة الأدوار الخارجية في أزمة دارفور في محاولة التوصل إلى علاقات تفسيرية تكشف عن مسارات ومآلات تلك الأزمة؛ لكون تلك الأدوار ذات أبعاد مختلفة، بعضها سياسي، والبعض الآخر اقتصادي، فضلاً عن البعديْن الأمني والاستراتيجي، كما أن الدراسة المتأنية للأزمة وللأطراف المتعاطية معها تكشف الكثير من قضايا التفاعلات الدولية والإقليمية في تلك المنطقة من العالم، والتي ألقت بظلالها على مجريات الأحداث في إقليم دارفور, وفي هذا البحث الوجيز، نعرض للأدوار الدولية متمثلة في أدوار الولايات المتحدة والأمم المتحدة والأدوار الإقليمية متمثلة في دور كل من مصر وليبيا وتشاد وإفريقيا الوسطى إلى جانب دور الاتحاد الإفريقي، وآثار ذلك على واقع ومجريات وتطورات الأحداث في إقليم دارفور، وذلك بعد أن نلقي نظرة على إقليم دارفور تعريفًا به، وبجذور وأسباب الأزمة الراهنة، ثم نقيّم الأدوار الخارجية في أزمة دارفور، مع محاولة استشراف آفاق مستقبل الأزمة، طبقًا لطبيعة تلك الأدوار والتفاعلات المتشابكة للأطراف الفاعلة في ذلك الإقليم.ولقد استخدمت الدراسة المنهج المقارن كأساس لتحليل الأدوار الخارجية في الأزمة، وذلك بالمقارنة بين الأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة في أزمة دارفور على المستوى الكلي من جهة، ومن ثَم المقارنة بين كل فاعل ونظيره على المستوى الجزئي من جهة أخرى.