تناول هذه الدراسة فترة من أهم فترات تاريخ مصر.زهي تاريخياً تعتبر مقدمات غير مباشرة لثورة 1919 الوطنية الديمقراطية فالفترة التي تناولها البحث في أعقاب حادثة دنشواي المأساوية هي فترة الصحوة واليقظة الوطنية بعد اليأس الذي اعترى الحركة الثورية في مصر بهزيمة ثورة1881 الوطنية الديمقراطية. وهذه الصحوة واليقظة استمدت قوتها من المحاولات ...
قراءة الكل
تناول هذه الدراسة فترة من أهم فترات تاريخ مصر.زهي تاريخياً تعتبر مقدمات غير مباشرة لثورة 1919 الوطنية الديمقراطية فالفترة التي تناولها البحث في أعقاب حادثة دنشواي المأساوية هي فترة الصحوة واليقظة الوطنية بعد اليأس الذي اعترى الحركة الثورية في مصر بهزيمة ثورة1881 الوطنية الديمقراطية. وهذه الصحوة واليقظة استمدت قوتها من المحاولات التي أخذت تقوم بها البرجوازية المصرية في السعي للتخلص من السيطرة الأجنبية ومن ثم ظهرت الدعوة لتنمية رأس المال المصري.وكانت حادثة دنشواى سلاحاً شهرته البرجوازية المصرية الناشئة لفضح الاستعمار محلياً ودولياً وتعبئة الوطنيين ضده تحت شعاري الدستور والجلاء. ولما كانت هذه البرجوازية القائدة طبقة ضعيفة... فقد اعتمد عملها أساساً على الإثارة والدعاية... وكانت تنظيماتها من الضعف بحيث تهاوت عند الضربات الأولى للاستعمار والتي وجهت أساساً ضد أسلوب البرجوازية الرئيس في الإثارة والدعاية.ورغم هذه فالفترة الكفاحية للوطنية المصرية في نضالها من أجل الاستقلال من 1906-1914 تعتبر فترة للتمرين الثوري على الكفاح أمدت الوطنيين المصريين بتجارب كبيرة في أساليب النضال ضد الاستعمار ومن ثم فهذه الفترة التاريخية الفنية تعتبر إرهاصات للثورة الوطنية في عام 1919. ولقد استلهم الوطنيون المصريون تجاربهم الأساسية في هذه الفترة فتعلموا من واقع التجربة إن الخلافات الدينية هي الأحبولة التي ينصبها الاستعمار للإيقاع بنضال كما تعلموا أيضاً أن الثورة هي الأسلوب الوحيد لمواجهة المستعمرين انطلاقا من القوى الذاتية للوطنيين وليس اعتماداً على سراب العون الخارجي وبالعودة لمضمون الدراسة نجد أنها قد قسمت على فترتين الأولى وامتدت من سنة 1906 وحتى 1911، والثانية امتدت من 1911 إلى 1914.ونظراً لأن الفترة الأولى قد شهدت اليقظة الوطنية المصرية ورد الفعل لدى الاستعمار لتصفية هذه الظاهرة فقد تم تقسيم الحديث عن هذه الفترة الزمنية إلى أربعة موضوعات رئيسية أمر لها تغيير السياسة الاستعمارية دنشواي وهو الفصل الذي أوضح فيه عوامل نمو الحركة الوطنية وأسلوب الاستعمار في مواجهتها فيما سمى بالوفاق والحكم الذاتي والسياسي تجاه الحركة الدستورية. أما الموضوع الثاني فقد تناول قضية امتياز قناة السويس كحلقة أخرى من السياسة الاستعمارية في مواجهة الوطنيين وأما الفصل الثالث فتناول موضوع الفتنة بين المسلمين والمسيحيين كسياسة استعمارية لتمزيق القوى الوطنية، كما تناول الفصل الرابع سياسة الاحتلال تجاه الحركة الجماهيرية والديمقراطية من أساليب القمع إلى الأساليب القانونية من الإرهاب وتصعيده.ولما كان ما يميز الفترة الثانية وهي الممتدة من 1911 وحتى 1914 هو تهاوي الحركة الوطنية في مصر تحت تأثير السياسات السابقة وبفعل ضعفها الموضوعي فقد تم تقسيم هذه الفترة أيضاًً إلى ثلاثة موضوعات تناول الفصل الخامس الظروف الدولية والمحلية لتعيين كتستر وتناول الفصل السادس سياسة كتستر في الإرهاب والتضليل وتناول الفصل السابع والأخير إعلان الحماية على مصر، كما ونشر في ملحق الرسالة وثائق بريطانية جديدة لم تنشر من قبل.