أدرك السيد المسيح أنّ الكنيسة التي أنشأها لمواصلة عمله الفدائي ونشر تعاليمه الانجيلية الخلاصية ستكون عرضة لأعنف الاضطهادات التي سوف تشنّها قوى الشرّ عليها، فتهدّد وجودها وتزعزع كيانها وتؤدّي بها إلى الانهيار. فكشف القناع لتلاميذه عن شدّة الصعاب التي عليهم أن يجابهوها: "سيلقون الأيدي عليكم، ويضطهدونكم ويسوقونكم إلى المجامع والسجو...
قراءة الكل
أدرك السيد المسيح أنّ الكنيسة التي أنشأها لمواصلة عمله الفدائي ونشر تعاليمه الانجيلية الخلاصية ستكون عرضة لأعنف الاضطهادات التي سوف تشنّها قوى الشرّ عليها، فتهدّد وجودها وتزعزع كيانها وتؤدّي بها إلى الانهيار. فكشف القناع لتلاميذه عن شدّة الصعاب التي عليهم أن يجابهوها: "سيلقون الأيدي عليكم، ويضطهدونكم ويسوقونكم إلى المجامع والسجون، ويقودونكم إلى الملوك والولاة من أجل اسمي" (لوقا 12:21)، بل "يظنّ كلّ من يقتلكم أنّه يؤدّي لله عبادة" (يوحنّا 2:16). لكنّه بادر فوطدّ عزائمهم، مؤكّداً لهم أنّه لن يتخلّى عنهم بعد خروجه من هذا العالم(يوحنّا 8:14). وكما انتصر على قوى الشرّ (يوحنّا3:16)، سينتصرون هم أيضاً، فأبواب الجحيم لن تقوى عليهم، ولن تثبت أمامهم (متى 18:16).لكنّ هذا الخطر الخارجي سيكون أخفّ وطأة على الكنيسة من الخطر الداخلي الذي إذا تمكّن منها لن يكون درؤه مهمّة سهلة. إنّ الرسالة التي ائتمن السيّد المسيح تلاميذه عليها لا يمكنهم القيام بها إلّا إذا جمعتهم روابط الوحدة التي تتجلّى في المحبّة. فوحدتهم بعضهم ببعض وبالسيّد المسيح تضمن للكنيسة البقاء والازدهار.