بدأت مهمة فريق العمل في مركز التأصيل للدراسات والبحوث بعقد ورش عمل متعددة لرسم طريقة إعداد الدراسة والمنهجية المعتمدة وأهدافها ، ثم تمت عملية جمع المعلومات من المصادر الموثوقة ، ثم صيغت في شكل دراسة مركزة تتضمن الأفكار والآليات والتجارب التي توصل لها الفريق ، ثم حُكّمت من أعضاء الفريق نفسه ومن غيرهم من المتخصصين وأصحاب الخبرة ال...
قراءة الكل
بدأت مهمة فريق العمل في مركز التأصيل للدراسات والبحوث بعقد ورش عمل متعددة لرسم طريقة إعداد الدراسة والمنهجية المعتمدة وأهدافها ، ثم تمت عملية جمع المعلومات من المصادر الموثوقة ، ثم صيغت في شكل دراسة مركزة تتضمن الأفكار والآليات والتجارب التي توصل لها الفريق ، ثم حُكّمت من أعضاء الفريق نفسه ومن غيرهم من المتخصصين وأصحاب الخبرة البحثية الطويلة . وبعد مناقشات مستفيضة قام الفريق بتنقيح الدراسة آخذًا في الاعتبار عامة الملحوظات التي أدلى بها المحكّمون لتخرج في صورتها النهائية بين أيدينا .يُعنى الإسلام في تشكيل الفرد المسلم بجانبي القوة والأمانة أو الإتقان والإخلاص. وفي ظل الضعف الذي تعاني منه مجتمعاتنا الإسلامية انبعثت هذه الدراسة الاستكشافية الجادة لتلقي الضوء على مجال إعداد الخبراء وصناعة الاستشاريين بالإفادة من الأدبيات المتعلقة وكذلك باستعراض مجموعة من تجارب مراكز الدراسات الغربية والعربية ، فكانت الدراسة جامعة في مادتها العلمية بين ركني الخبرة : المعلومة النظرية ، والثمرة التطبيقية من خلال التجارب السابقة.رحلة البحث..بدأت مهمة فريق العمل في مركز التأصيل للدراسات والبحوث بعقد ورش عمل متعددة لرسم طريقة إعداد الدراسة والمنهجية المعتمدة وأهدافها ، ثم تمت عملية جمع المعلومات من المصادر الموثوقة ، ثم صيغت في شكل دراسة مركزة تتضمن الأفكار والآليات والتجارب التي توصل لها الفريق ، ثم حُكّمت من أعضاء الفريق نفسه ومن غيرهم من المتخصصين وأصحاب الخبرة البحثية الطويلة . وبعد مناقشات مستفيضة قام الفريق بتنقيح الدراسة آخذًا في الاعتبار عامة الملحوظات التي أدلى بها المحكّمون لتخرج في صورتها النهائية بين أيدينا .لقد كتبت هذه الدراسة لغاية نبيلة وهي أن تتعرف الجهات العاملة في الحقل الإسلامي إلى آليات إعداد الخبراء والاستشاريين لتقوم بالتطوير الذاتي في هذا المجال ، فصيغت بحيث يفيد منها عموم المؤسسات والمنظمات والجمعيات التي تنشد النهوض والرقي ولم تكتب لتكون قاصرة على تخصص معين المفاهيم والأخلاقيات ..وبعد بيان جملة من التعاريف المحورية التي دار عليها موضوع الدراسة تطرق الباحثون إلى أخلاقيات العمل الاستشاري التي تمثل أحد أهم المحاور العملية في تأهيل الخبير والاستشاري من خلال الآليات التدريبية النظرية والأكاديمية من جهة ، ثم من خلال الممارسة العملية من جهة أخرى..مراكز ومؤسسات الخبرة والاستشارة : نماذج وتجارب في آليات إعداد الخبراءتلا تلك التوطئة تنويه الباحثين بأهمية مراكز الفكر الإستراتيجي وبعض مرتكزاته كبيان أن هدف هذه المراكز الأساسي ليس توليد الأفكار فحسب ، بل نقلها إلى حيز الواقع الملموس من أجل تحسين هذا الواقع إلى ما هو أفضل وفقا لرؤية معينة مشيرين إلى جملة من الوظائف التي تضطلع بها ومن أهمها وظيفة صناعة وتجميع وتدوير الخبراء. كما نبهت إلى ضرورة تكوين بيوت خبرة تجمع بين ثلاثة محاور رئيسة..ورغم أن طبيعة الدراسة لم يقصد بها أن تكون منسوجة على نمط تخصصي معين فإن الأطر العامة التي أشارت إليها والتجارب التي قدمت خلاصتها من شأنها أن تضع النقاط على الحروف ، في ترسم خطى الطريق المأمول إلى صناعة الخبراء والاستشاريينومن النماذج الغربية والنامية التي تم رصد آلية إعداد الخبراء فيها من قبل فريق العمل:معهد بروكنجز والمعهد الألماني للتنمية ، والمعهد الكوري للتنمية ، ومركز الدراسات الدولية والإستراتيجية الإندونيسي ، وغير ذلك كما تجده مفصلا في البحث .وفي ثنايا الدراسة يشير فريق الباحثين إلى بعض المعالم النقدية المهمة لضرورة التغيير الإيجابي والتصحيح الجاد ، ومن ذلك الإشارة إلى أن مجالات الخبرة والاستشارة نوعان :أحدهما إداري فني والثاني معرفي فكري ومن ثم تركز الدراسة في أحد فصولها على المجال الثاني المتعلق بواقع مراكز الفكر في وظيفتها المهمة في إعداد الخبراء والاستشاريين مراعاة لحال مجتمعاتنا الإسلامية التي تفتقر إلى الاهتمام الكافي به ، مقارنة بمجال الاستشارات الفنية والإدارية..على عكس المجتمعات الغربية التي أولت الجانبين اهتماما تكامليا بحيث يخدم كل منهما الآخر .نماذج من مراكز فكر ومؤسسات استشارية في الوطن العربي:تحت هذا العنوان يكشف الباحثون عن أن فكرة وجود مؤسسة تتخصص فقط في إعداد الاستشاريين والخبراء غير موجودة على أرض الواقع العملي إذ الخبرة تأتي عبر عملية تراكمية من العلم والعمل لدى الشخص المهتموهذا يعني أن حيازة لقب استشاري أو خبير مسؤولية منوطة بسلوك مدارج واجتياز شروط وليس لقبًا فخريًا يمنح لكل من رغب في حمله ! وفي الوقت الذي تفاخر حضارتنا الإسلامية فيه بمرجعية كتاب مقدس محفوظ من التحريف مشتمل على خيري الدنيا والآخرة ، ومن جملة ما يشتمل عليه قاعدة النجاح : (إن خير من استأجرت القوي الأمين ) أو (اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم ) – فإن الأمة الإسلامية أولى من غيرها في حمل زمام المبادرة بتقرير هذه المُثل في صناعة الخبراء للنهوض بالأمة في جميع المجالات ، ومما تم رصده في الدراسة من نماذج في الوطن العربي ، آليات تندرج تحت المجالات الآتية :- التنمية والعمل المدني -الفكر الإسلامي والعلوم الاجتماعية من منظور حضاري إسلامي -مراكز الفكر الإستراتيجي -وأخيرا فروع مراكز وبيوت خبرة غربية بالوطن العربي.لقد بينت الدراسة أن عملية تشكيل الخبير هي صناعة لها أسسها الممتدة من مرحلة الطلب الجامعي مرورًا بما يلي ذلك من متطلبات في تشكيل الوعي المسؤول والبناء المعرفي والمهارات التخصصية وصولًا إلى الملَكلة الاستشارية .على أن الاستفادة من تلك المراكز لا تعني استنساخ التجربة جملة بكل بنودها ، بل يستفاد من الأطر المنسجمة مع المرجعية الإسلامية .نحو رؤى وآليات إعداد الخبراء وفق رؤية حضارية إسلامية :وجاء هذا الفصل من الدراسة في خاتمة المطاف قاصدًا إلى جني القطاف برسم خريطة مجموعات النماذج والأنماط على نحو يستهدف الاستفادة من الخبرات القائمة والسابقة سعيا نحو بناء نموذج متجدد يستجيب لاحتياجات المجتمعات العربية الإسلامية مشتملا على محورين أحدهما عن مغزى النماذج والتجارب المقارنة ودلالتها المعرفية والإجرائية والثاني يناقش المقومات اللازمة لإعداد الخبراء والمهارات كما يشير إلى بعض الاتجاهات الجديدة-نسبيًا على الأقل- في مجالات المعرفة والتطوير ، ثم ختمت الدراسة بمحطة استخلاصية تضمنت جملة من النتائج والأفكار والتوصيات ، وذُيّلت بملحق تعريفي بنماذج المراكز والمؤسسات التي تم رصد خبراتها بالدراسة ..ولكون الخبرات لا تنقضي فقد أريد لهذه الدراسة أن تكون ومضة ضوء على الطريق فهي وإن كانت تناقش موضوع صناعة المستشارين بما يحقق الرقي النوعي والتطوير فإن الدراسة هي نفسها مفتوحة للتطوير والإثراء .