يعد علم أصول الفقه من أعظم العلوم نفعاً, وأجلها قدراً, من قواعده تفهم النصوص الشرعية فهماً صحيحاً, ويعرف ما تدل عليه من الأحكام, وما يكون راجحاً عند التعرض, وهو العلم الذي ازدوج فيه العقل والسمع واصطحب فيه الرأي والشرع, فأخذ من صفوة الشرع والعقل سواء السبيل, فلا هو تصرف بمحض العقول بحيث لا يتلقاه الشرع بالقبول, ولا هو مبني على م...
قراءة الكل
يعد علم أصول الفقه من أعظم العلوم نفعاً, وأجلها قدراً, من قواعده تفهم النصوص الشرعية فهماً صحيحاً, ويعرف ما تدل عليه من الأحكام, وما يكون راجحاً عند التعرض, وهو العلم الذي ازدوج فيه العقل والسمع واصطحب فيه الرأي والشرع, فأخذ من صفوة الشرع والعقل سواء السبيل, فلا هو تصرف بمحض العقول بحيث لا يتلقاه الشرع بالقبول, ولا هو مبني على محض التقليد الذي لا يشهد له العقل بالتأييد والتسديد. كما أن دراسة علم أصول الفقه تعين على فهم سائر العلوم الأخرى, كالتفسير والحديث وغير ذلك, فهو يحقق في الدارس قوة الإدراك لحقائق هذه العلوم, والكشف عن دفائنها, وكيفية النظر فيها والاستفادة منها.وتعد معرفة اصطلاحات الأصوليين من الأمور المهمة والجليلة لكل مشتغل بالعوم الشرعية, وبخاصة علم الفقه والأصول, لاتصالها بالأحكام الشرعية قضاءً وافتاءً وتعليماً. ومما طبع في اصطلاحات الأصوليين كتاب: الحدود في الأصول للإمام الحافظ أبي الوليد سليمان بن خلف الباجي الأندلسي, المتوفى سنة أربع وسبعين وأربعمائة من الهجرة النبوية الشريفة, إلا أن هذا الكتاب مع عظم قدره وكبر فائدته لم يستوعب كل الاصطلاحات, وهذا ما دفع "محمود حامد عثمان" إلى محاولة جمع هذه الاصطلاحات من كتب الأصوليين في كتاب مستقل, حتى يستفيد منه الباحثون وطلبة العلم والدارسون وسماه "القاموس المبين في اصطلاحات الأصوليين" وكان منهجه في هذا الكتاب كالآتي:1-ذكر الاصطلاحات مرتباً إياها على حروف الهجاء, ليسهل على الطالب تناولها. 2-شرح ما تيسر له شرحه منها. 3-ذكر الاصطلاحات التي جاء بها الأصوليين والتي لم يستخدموها في كتبهم.