إذا كان البحث عن دولة لا تجبي الضرائب شبه مستحيل، فإن مجتمعاً تدفع الحكومة فيه الضريبة للمواطن هو سابع المستحيلات.إلا أن هذه حقيقة علمية تثبتها هذه الدراسة بالمنطق والمعادلة الحسابية التي بدأت مع ولادة المال الذي لا يحمل قيمته بذاته، "أفول نجم الذهب". عندما بدأت هذا البحث لم أكن أعتقد أنني سأصل الى بحثتطوير علم السياسة والاقتصاد...
قراءة الكل
إذا كان البحث عن دولة لا تجبي الضرائب شبه مستحيل، فإن مجتمعاً تدفع الحكومة فيه الضريبة للمواطن هو سابع المستحيلات.إلا أن هذه حقيقة علمية تثبتها هذه الدراسة بالمنطق والمعادلة الحسابية التي بدأت مع ولادة المال الذي لا يحمل قيمته بذاته، "أفول نجم الذهب". عندما بدأت هذا البحث لم أكن أعتقد أنني سأصل الى بحثتطوير علم السياسة والاقتصاد، ولا الى فلسفة العقائد، ولا الى خارطة طريق لتحرير فلسطين والعالم من العنصرية الصهيونية. وكان هدفي متواضع ومحصوربإكتشاف أين ذهبت ثروة والدي، الرجل العصامي، الذي عمل أكثر من ثلاثين سنة ليلا نهارا ليجمع ثروة تحميه وتحمي عائلته من غدر الزمن، حتى وصل رقم حسابه في المصرف الى المليون ليرة وكانت في ذلك الوقت تشتري بناء كاملاً، فإذا بهذا المليون لا يكفي لدفنه يوم وفاته، ولم يحميه من الوقوف على أبواب أربع مستشفيات بعد منتصف الليل، رفضت استقباله قبل دفع التأمين. ووفاء له، كان لا بد لي من البحث عن اللص الذي سلب والدي ويسلب ملايين الشرفاء كرامتهم وتعويضات نهاية خدمتهم التي لم تعد تكفي لشراء ربطة خبز. وبمجرد دخولي الى هذا البحث منذ أكثر من ثلاثين سنة بدأت تتكشف لي حقائق في السياسة والاقتصاد، هي أغرب من الخيال. وتخيلت عندما أصدرت كتابي الأول، "شرارة الخلاص" من الفقر بأنني قدمت شيئاً مهماً، ولكنني اكتشفت فيما بعد أنني على شاطيء المعرفة، وفي كتابي هذا فأنا متأكد أنني ما زلت على هذا الشاطيء، وأن من سيبحث بعدي سيكتشف آفاقا في علم السياسة والاقتصاد لا حدود لها. إلا أن تجرؤ هذا البحث على الأسئلة الصعبة، هو العصف الفكري الذي سيكون كمثل اكتشاف الدولاب، أو إضاءة أول نور كهربائي. في هذا الكتاب أعلن صراحة بأن النظريات السياسية المعمول بها متخلفة، والنظريات الاقتصادية أكثر تخلفاً، وقد توصلت الى معادلة ستكون الميزان الذي تقاس به علوم السياسة والاقتصاد والاصلاح الاداري.وإذا قدر الله لهذه النظرية "التمويل بالنمو" أن توضع موضع التنفيذ، فإن العالم من بعدها لن يكون كما كان من قبلها. ولن يكون للفقر والبؤس وجود. أما إذا لم يؤخذ بها، فسيستمر الظلم والفقر والفساد والعدوان الصهيوني والاستبداد السياسي والقتل المجاني حاكماً على العالم. إذ أن للطبيعة قانون ملزم، وهو أن "الجسم يفسد بفساد العقل"، و"لا إصلاح قبل اصلاح العقل" وهذا القانون هو ما ورد في القرآن الكريم والانجيل المقدس:"إن سيد القوم خادمهم".
