إن الأمة الإسلامية تعيش اليوم وضعاً إستثنائياً خاصاً، بعد ثورة المعلومات، وتقنية الإتصالات، التي جعلت العالم اليوم أشبه بالقرية الواحدة؛ وكان من نتائج هذه الثورة والتقنية زيادة الإحتكاك بين الثقافات المختلفة، والمذاهب الفكرية المتنوعة، وزيادة إصرار أصحاب الهيمنة والقوة على محاولتهم إنتزاع العقيدة، والدين، والأخلاق، والقيم، من عق...
قراءة الكل
إن الأمة الإسلامية تعيش اليوم وضعاً إستثنائياً خاصاً، بعد ثورة المعلومات، وتقنية الإتصالات، التي جعلت العالم اليوم أشبه بالقرية الواحدة؛ وكان من نتائج هذه الثورة والتقنية زيادة الإحتكاك بين الثقافات المختلفة، والمذاهب الفكرية المتنوعة، وزيادة إصرار أصحاب الهيمنة والقوة على محاولتهم إنتزاع العقيدة، والدين، والأخلاق، والقيم، من عقول المسلمين، وإستبدالها بعقائد جديدة، قوامها الذهب والفضة، والمصلحة، والمادة، والجنس، والملاهي، والخمور، والمباريات الرياضية.لذا قام الكاتب بتأليف هذا الكتاب، متوخياً تحقيق عدد من الأهداف، وهي: تعريف الطالب المسلم بمفهوم الثقافة الإسلامية، وخصائصها، ومقوماتها، والتعريف ببعض مظاهرها؛ والمحافظة على الشخصية الإسلامية، وعلى إستقلالها الثقافي، لأن الثقافة هي الصورة الحية للأمة، التي تحدد ملامح شخصيتها، وتضبط مسارها، وتحدد إتجاهها في الحياة؛ بالإضافة إلى ذلك تعريف الطالب ببعض التحديات التي تواجه الثقافة الإسلامية، وبيان الوسائل الكفيلة بمقاومتها؛ وتأصيل كثير من العادات الإجتماعية، التي يعيشها الإنسان المسلم في سلوكه اليومي، وبيان دورها في خلق وترسيخ القيم؛ وتأصيل بعض التحليلات العقدية، التي صار بعض الناس يشكك فيها، ويتهم الملتزمين بها بالقصور والتقصير، والمخالفة لأوامر الدين.