مجموعة شعرية قدم لها العماد أول مصطفى طلاس بالقول: لقد سخّر موهبته الشعرية لإيمانه بأن الشعر ديوان العرب فجاء شعره ديوان جبل العرب بطل جوانبه، وتنوعات موضوعاته اقتناعاً منه بأن شعره يطرب ويضيء دروب الحياة، يسجل أحداثها في المناحي الاجتماعية والتاريخية والاقتصادية كلها. إنه سجل شعري يعرض فناً فيه تجربة حياة عاشها مصطفى طلاس، وغرد...
قراءة الكل
مجموعة شعرية قدم لها العماد أول مصطفى طلاس بالقول: لقد سخّر موهبته الشعرية لإيمانه بأن الشعر ديوان العرب فجاء شعره ديوان جبل العرب بطل جوانبه، وتنوعات موضوعاته اقتناعاً منه بأن شعره يطرب ويضيء دروب الحياة، يسجل أحداثها في المناحي الاجتماعية والتاريخية والاقتصادية كلها. إنه سجل شعري يعرض فناً فيه تجربة حياة عاشها مصطفى طلاس، وغرد لأبناء الحياة فيها وحمل الشعر الرصيف المقهور لقارئه مشاعره المرهفة بعيداً عن التكلف والتزويق لأنها عضوية المصدر شاعراً ومجتمعاً، نقلت مايختلج في نفسه من هموم، وفي محيطه من مناسبات يومية أو اجتماعية أو تاريخية، وفيها مافيها من امتلاء بكل ماهو سام، رفيع بعيداً عن الوقوف عند السلبيات إلا ماندر، مركزاً على كل ماهو إيجابي تذكيراً حيناً، وتوضيحاً حيناً آخر حتى يرى القارئ صورة محيطة مفعمة بالوفاء للذكريات والصبرعلى نوائب الدهر مهما بلغت شدتها، وبذلك يستحضر الرموز الوطنية محيياً كفاحها ونضالها وخاصة فيما يتعلق بمن عايشه، وبقيت مع الأيام ذكراه، ولاينسى أن لمجتمعه عليه حقاً واجباً في ذكر ما يميزه وخاصة المضافات المعروفية، والشعر الشعبي والغناء المحلي, وبذلك يحفظ تراث مجتمعه بعاداته، ومثله التي يعتز بها في الكرم والضيافة وحسن الحديث، وهذا هو الأديب الجميل، أليس الأدب في حقيقته تعبيراً كلامياً جميلاً عن الوجود الإنساني نفسه؟، وبقدر مايقترب من الواقع ويغوص فيه يكون أصيلاً وعريقاً في النظر إلى ماحوله.