هذا الكتاب الذي بين أيدينا هو واحد من الكتب التاريخية البالغة الأهمية في مجاله، فلقد ضمّ بين دفتيه أكبر مجموعة من تراجم رجال العلم والأدب ممن عاش في خلال القرون الأربعة الأخيرة من تاريخ رجال العلم والأدب ممن عاش في خلال القرون الأربعة الأخيرة من تاريخ العراق الحديث. وعلى الرغم من أن مؤلفه لم يوضح في مقدمته القصيرة ملامح المنهج ا...
قراءة الكل
هذا الكتاب الذي بين أيدينا هو واحد من الكتب التاريخية البالغة الأهمية في مجاله، فلقد ضمّ بين دفتيه أكبر مجموعة من تراجم رجال العلم والأدب ممن عاش في خلال القرون الأربعة الأخيرة من تاريخ رجال العلم والأدب ممن عاش في خلال القرون الأربعة الأخيرة من تاريخ العراق الحديث. وعلى الرغم من أن مؤلفه لم يوضح في مقدمته القصيرة ملامح المنهج الذي ارتضاه في جمعه تلك التراجم إلا أن لنا أن نلاحظ أنه قصر نطاق بحثه على العلماء "من رجال البيوتات العلمية في بغداد-فهو من هذه الناحية-يشبه أن يكون تاريخاً للأسر البغدادية الرئيسة، وهكذا فإن الكتاب-من جانبه الاجتماعي-يوضح أصول عدد غير يسير من أسرها، ويحدد مواطنها الأولى، وتواريخ هجراتها، ومواطن إقامتها الجديدة، والمجالات التي استوعبت نشاطها، بل مصادر ثروتها أيضاً. كما أنه يكشف عن جانب من العلاقات الاجتماعية لهذه النخبة المثقفة من المجتمع العراقي، وذلك من خلال توضيحه للصلات النسبية، والمصاهرات بين أسرها، بل إنه قدم، في حالتين، شجرة توضح العلاقات بين أفراد الأسرة الواحدة.ومن ناحية أخرى، فإن الكتاب يوضح-من خلال تراجمه العديدة-جانباً من التاريخ الثقافي والعلمي في بغداد إبان القرون الأخيرة ويتمثل هذا التاريخ في أمرين هما: أولاً تفصيله في دور المؤسسات التعليمية عصر ذاك، من مساجد، ومدارس، ومن كان يتصدر فيها من المدرسين... ثانياً: عنايته بتسجيل عناوين عدد كبير من مؤلفات العلماء العراقيين إبان القرون المتأخرة. كما يوضح اتجاهات حركة التأليف، وحجمها، ودوافعها في تلك العصور، ومن الجدير بالذكر هنا أن المؤلف لم يقتصر في ترجمته للرجل على بيان دوره الثقافي، من دراسة وتدريس وتأليف الخ، وإنما كشف بمزيد من التفصيل دوره في الحياة السياسية فبين علاقته بهذا الوالي أو ذاك سلباً كانت او إيجاباً...ونظراً لما لهذا الكتاب من أهمية ومكانة هامة بين كتب التراجم، عنى المحقق "عماد عبد السلام رؤوف" بتذيله بتحقيق لطيف وتجلى عمله بـ: أولاً حافظ على عبارة المؤلف ولم يمسها بأي تغيير، ثانياً تابع المؤلف فيما ساقه من أخبار وحوادث، فقابلها على المصادر التاريخية التي تعرضت إلى الحقبة نفسها، ثالثاً ترجم للأعلام الذين وردت الإشارة إليهم بترجمات استخرجها من كتب معاصرة، ووثائق خطية، وعلقى على أسماء المعالم العديدة التي تحفل بها المخطوطة من مدن ونواحي ومدارس، رابعاً حول جميع التواريخ الهجرية، إلى ما يقابلها بالتقويم الميلادي.