هذه الرسالة تضم أحد سور تفسير الشيخ "محمد حامد الفقي"، الذي يعد رائدًا من روَّادِ المدرسة الإصلاحية، وأحدَ أبرزِ المدافعينَ والداعينَ والناشرينَ للمنهجِ السلفي ليس في مصرَ وحدَها، بل وفي العالَم الإسلامي والعربي، وأنشأ في هذه البلادِ مراكزَ للدعوةِ إلى السنَّةِ المحمدية، وهدفُها الأساسُ هو نشرُ العقيدةِ الصحيحةِ بين المسلمينَ، و...
قراءة الكل
هذه الرسالة تضم أحد سور تفسير الشيخ "محمد حامد الفقي"، الذي يعد رائدًا من روَّادِ المدرسة الإصلاحية، وأحدَ أبرزِ المدافعينَ والداعينَ والناشرينَ للمنهجِ السلفي ليس في مصرَ وحدَها، بل وفي العالَم الإسلامي والعربي، وأنشأ في هذه البلادِ مراكزَ للدعوةِ إلى السنَّةِ المحمدية، وهدفُها الأساسُ هو نشرُ العقيدةِ الصحيحةِ بين المسلمينَ، ونبْذُ البدعِ والخرافاتِ والتُّرَّهات. وعن رسالته ودعوته بين الناس يقول الشيخ:ما كنَّا رسلاً ولا أنبياءَ، ولا ملوكًا ولا أمراءَ، ولا سادةً ولا كُبراءَ، ولكن فريقًا من أمةِ خاتمِ النبيِّين وإمام المرسَلين - صلى الله عليه وسلم - وفَّقنا اللهُ للحقِّ وهدانا للدعوةِ إليه. لا نَملِك حُسَامًا بتَّارًا، ولا نصطنعُ حديدًا ولا نارًا، فلا نُحَاوِل أن ندعوَ بالعنفِ، ولا أن نزعَ بالقوة. وقد جمع بعض طلبة العلم تفسير الشيخ محمد حامد الفقي لسور متفرقة من القرآن والتي كان ينشرها في المجلات والجرائد المختلفة، وهذا هو تفسير سورة إبراهيم من هذا التفسير المبارك، يقول الشيخ "محمد حامد الفقي":وتدورُ السورةُ وأحداثُها الرئيسيةٌ حول:1- بيان حقيقةِ وحدةِ الرسالةِ والرسلِ، ووحدةِ دعوتِهم ورسالتهم؛ فلذلك نجدهم جميعًا يقفونَ موقفًا واحدًا في مواجهةِ الباطلِ والشركِ والكفرِ على اختلافِ الأزمنةِ والأمكنةِ. 2- بيان أن نعمَ اللهِ على البشريةِ لا حصرَ لها: ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ﴾ [إبراهيم: 34]. 3- التنبيه إلى إعجازِ القرآنِ، والتَّنويه بشأنه، وأنه أُنزلَ لإخراجِ الناسِ من الضلالة، والامتنانِ بأن جعلَه بلسانِ العربِ، وتمجيد الله - تعالى - الذي أنزله، ووعيد الذين كفروا به بمن أُنزِل عليه. 4- إيقاظُ المعاندين بأن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - ما كان بِدْعًا من الرسل، وأن كونَه بشَرًا أمرٌ غيرُ منافٍ لرسالتِه من عند الله، كغيره من الرسل. وضرب له مثلاً برسالةِ موسى - عليه السلام - إلى فرعونَ لإصلاحِ حالِ بني إسرائيل، وتذكيره قومَه بنِعَمِ اللهِ ووجوبِ شُكرِها. 5- تصوير المعركةِ بين أمةِ الإسلام المتمثِّلة في الرسل، وفِرقة المكذِّبين في الدنيا وفي الآخرة، ويختمُ بذكرِ مَثَلِ الكلمة الطيبة والكلمة الخبيثة، وتشبيهِ الرسلِ الكرامِ بالكلمةِ والشجرةِ الطيبة، والمعاندين المكذِّبين للرسل بالكلمةِ والشجرة الخبيثة، وموعظتِه إيَّاهم بما حلَّ بقومِ نوحٍ وعادٍ ومَن بعدهم، وما لاقته رسلُهم من التكذيبِ، وكيف كانت عاقبةُ المكذِّبين، وفضل كلمة الإسلامِ، وخُبث كلمة الكفر. 6- إقامة الحجةِ على تفردِ الله - تعالى - بالإلهية بدلائلِ مصنوعاته، وذكر البعث، وتحذير الكفَّار من تغريرِ قادتِهم وكبرائهم بهم من كيدِ الشيطان، وكيف يتبرَّؤون منهم يوم الحشرِ، ووصف حالِهم وحالِ المؤمنين يومئذٍ. ثم التعجيب من حالِ قومٍ كفروا نعمةَ اللهِ، وأوقعوا مَن تَبِعهم في دارِ البوارِ بالإشراك، والإيماء إلى مقابلتِه بحالِ المؤمنين، وعدُّ بعضِ نعمِه على الناسِ تفصيلاً، ثم جمعُها إجمالاً.