الحمد لله الذي رفع المسلمين والعرب بنصرهم لدعوة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم إلى أعلى درجات الرقي ثم خفضهم بترك هذه الدعوة المباركة إلى أسفل سافلين ولن يعود لهم مجدهم الغابر إلا برجوعهم إلى نصرة الإسلام والاهتداء بهدي النبي عليه الصلاة والسلام أحمده حمد معترف بذنوبي راجٍ رحمة ربي وأصلي وأسلم على خاتم النبيين وإمام المرس...
قراءة الكل
الحمد لله الذي رفع المسلمين والعرب بنصرهم لدعوة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم إلى أعلى درجات الرقي ثم خفضهم بترك هذه الدعوة المباركة إلى أسفل سافلين ولن يعود لهم مجدهم الغابر إلا برجوعهم إلى نصرة الإسلام والاهتداء بهدي النبي عليه الصلاة والسلام أحمده حمد معترف بذنوبي راجٍ رحمة ربي وأصلي وأسلم على خاتم النبيين وإمام المرسلين محمد النبي الأمين وعلى آله وأصحابه أجمعين ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد :فإني كنت إبان الحرب العالمية الماضية في مدينة غرناطة ببلاد الأندلس من اسبانية مدة أربعة أشهر وكان الطلاب المغربيون في جامعة غرناطة يترددون على كل يوم في الفندق الذي كنت نازلا به ويشتكون إلى ما يسمعونه من أساتذهم من ذم المور وهو اسم المغاربة باللغات الأوروبية ويزعمون أن كل شر موجود في البلاد الإسبانية وكل عادة قبيحة هي مما خلفه المغربيون إبان حكمهم لتلك البلاد وكان عندي كتاب جوزيف ماك كيب المبسوط ومختصره وأعطيتهم أدلة قاهرة على عكس ما زعموا يضربون بها أساتذهم ثم بدا لي أن أترجم الكتاب المختصر لأن نشره أسهل، فترجمته بعد ما رجعت إلى العراق الذي هو وطني الثاني وقد أقمت فيه خمسا وثلاثين سنة ولا يزال أولادي مقيمين هناك بالبصرة ولولا الثورة الأولى بزعامة عبد الكريم قاسم ما رجعت إلى المغرب ولا فكرت في الخروج من العراق وقد نفذت نسخ الطبعة الأولى منذ زمان، والتمس مني غير واحد من المغاربة المخلصين لدينهم ووطنهم إعادة نشر هذا الكتاب لعله يوقظهم ويوقظ إخوانهم المسلمين من هذا النوم الثقيل للتخلص من هذا الذل العظيم ولم يطلعوا على المجد المنقطع النظير الذي خلفه لهم آباؤهم وهم عنه غافلون.والله أسأل أن ينفع به كل من قرأه أو سمعه وهو السميع المجيب.