اعتمدت أولى التفاسير على رواية الأخبار، وذكر أقوال الصحابة والتابعين في معاني الآيات ومرادفاتها، والنقول الكثيرة والآراء المتعددة في آية واحدة، وقد يحتار القارئ بأي وجه يأخذ وأيها يترك ويدع، وقد ابتكر المفسرون حلًا لهذه المشكلة منهجًا للنقد والتمحيص بقصد سبر الروايات وتقصي المعاني الراجحة على أسس علمية مضبوطة، ونخل الروايات الصح...
قراءة الكل
اعتمدت أولى التفاسير على رواية الأخبار، وذكر أقوال الصحابة والتابعين في معاني الآيات ومرادفاتها، والنقول الكثيرة والآراء المتعددة في آية واحدة، وقد يحتار القارئ بأي وجه يأخذ وأيها يترك ويدع، وقد ابتكر المفسرون حلًا لهذه المشكلة منهجًا للنقد والتمحيص بقصد سبر الروايات وتقصي المعاني الراجحة على أسس علمية مضبوطة، ونخل الروايات الصحيحة من الضعيفة، وبغية الكشف عن جهود المفسر القديم في هذا الاتجاه جاءت هذه الدراسة لتتبع ظهور هذا المنهج لدي قدماء النقاد العرب وبيان تطوره إلى أن صار أمرًا مألوفًا مسلكًا متتبعًا فجاءت هذه الدراسة في تمهيد وثلاث مباحث. تناول الكاتب في التمهيد التنبيه إلى وعي علماء المسلمين الأوائل بضرورة إيجاد منهج يدقق في الروايات والأخبار التي تفسير القرآن الكريم. وتناول المبحث الأول الحديث عن جهود مفسري القرن الثاني في إرساء دعائم منهج النقد والترجيح في التفسير وذلك من خلال تفاسير يحيى بن سلام والفراء وأبي عبيدة صاحب المجاز وابن قتيبة في مشكله. تناول المبحث الثاني فخصصه الكاتب لمنهج ابن جرير الطبري في سبر الروايات وتنخيلها في تفسيره. وفي المبحث الثالث بين الكاتب جهود المفسرين بعد ابن جرير الطبري في التقييم والتعقيب على كثير من الآراء التفسيرية سواء على مستوى النقد العلمي أو المذهبي أو الترجيح مع استعراض أهم القواعد التي كانت ركيزتهم في هذا المنهج.