نبذة النيل والفرات:كتب فرويد نصاً تحت عنوان "شخصيات بسيكوباتية على خشبة المسرح"، يحاول فيه أن يجمع بين نظرية التماثل ومفهوم التطهير النفسي، وتأتي مسرحية "مسألة هوية" لكأنها استعارة لهذه العلاقة الأصلية بين المسرح والتحليل النفساني التي كانت قائمة منذ نشأة العلوم الفروديدية. فكما يفصل النوم بين الحلم واليقظة متيحاً للرغبات المكبو...
قراءة الكل
نبذة النيل والفرات:كتب فرويد نصاً تحت عنوان "شخصيات بسيكوباتية على خشبة المسرح"، يحاول فيه أن يجمع بين نظرية التماثل ومفهوم التطهير النفسي، وتأتي مسرحية "مسألة هوية" لكأنها استعارة لهذه العلاقة الأصلية بين المسرح والتحليل النفساني التي كانت قائمة منذ نشأة العلوم الفروديدية. فكما يفصل النوم بين الحلم واليقظة متيحاً للرغبات المكبوتة أن تتجسد في صور رمزية، يحقق المسرح إمكانية تحرير الرغبات الباطنة (اللاشعورية)، بفصلها عن الواقع وحصرها في حيز خيالي، حيث يتحرى الجمهور بشكل وهمي ما لا يستطيع أن يقصده في الواقع المعاش.هكذا يترابط نص مسرحية محاسن عجم في جوف ملعب تتداخل فيه النواهي (المنهيات) بالشعور بالإثم، مقدماً للقارئ أو المشاهد معبراً نحو مهملات الذاكرة اللبنانية، مخترقة ما لم تعبر عنه مكائد الحرب بوضوح، فنتهكة شذوذ المجتمع المنطوي على الحرمان، تتالى شخصيات لا تشبه أحداً ومع ذلك تشبهنا.