يتحدد الهدف من وضع كتاب عن "القصة في السينما السورية" في غاية ذات بعدين: البعد الأول: بلورة العلاقة بين القصة والسينما للقارئ، وإجلاء الروابط العميقة بينهما. البعد الثاني: تحليل نماذج من القصص والأعمال السينمائية التي استلهمت هذه القصص وفق المنهج السيميائي لرصد التحول الجاري على القصة على مستوى البنية والخبر والخطاب.ولأن التوصل ...
قراءة الكل
يتحدد الهدف من وضع كتاب عن "القصة في السينما السورية" في غاية ذات بعدين: البعد الأول: بلورة العلاقة بين القصة والسينما للقارئ، وإجلاء الروابط العميقة بينهما. البعد الثاني: تحليل نماذج من القصص والأعمال السينمائية التي استلهمت هذه القصص وفق المنهج السيميائي لرصد التحول الجاري على القصة على مستوى البنية والخبر والخطاب.ولأن التوصل إلى أنماط تحويل القصة إلى فيلم يقتضي تطوراً في البحث فإن الحديث عنها دفعنا في البداية لتقصي أهم أسباب التقاء السينما بالأدب على وجه العموم، وأهم أسباب التقاء السينما بالقصة على وجه الخصوص.وعند الانتقال إلى التطبيق عقدنا ثنائيات مقارنة لبلورة أوجه الشبه والاختلاف بين أسلوب القصة وأسلوب السينماريو وأسلوب الفيلم، ثم تناولنا بالبحث ثمانية أفلام سينمائية ثم ثمانية أعمال قصصية أدبية موازية للأفلام السينمائية.وجهت طبيعة المادة المدروسة والهدف المنشود في البحث اعتماد المنهج السيميائي في التحليل والاستنتاج، وتحددت انطلاقة البحث من تحقق بنية القصة والمشاهد السينمائية، والبقاء ضمن الحقول الفنية الداخلية، واعتماد ثلاث مقاربات للنص ترتقي بدراسة النصوص من مستوى الخبر إلى مستوى الخطاب إلى مستوى البنية، وهذه المقاربات هي: 1-مقاربة تقاطع المنهج الإنشائي عند رولان بارت وتزفيتان تودورف وجيرار جينيت. 2-مقاربة برسمية غريماس. 3-مقاربة سيميائية الفيلم لوري لوتمان.ومن أهم المراجع التي اعتمدت عليها في البحث أربعة، اثنان مترجمان، واثنان عربيان، الأول بعنوان: "السيمياء والتأويل"، تأليف الناقد الأمريكي روبرت شولز، ترجمة سعيد الغانمي. والثاني بعنوان "مدخل إلى سيميائية الفيلم" للناقد السيميائي الروسي يوري لوتمان، ترجمة نبيل الدبس. والثالث بعنوان "تحليل النص السردي بين النظرية والتطبيق"، للمؤلف الباحث المغربي محمد القاضي. والرابع بعنوان "تحليل الخطاب الروائي، الزمن-السرد-التبئير" للمؤلف الباحث المغربي سعيد يقطين.ما أسباب توجه السينما نحو القصة؟ ما الميزات الفنية لأسلوب فن السيناريو؟ هل يعد السيناريو وجهاً أدبياً للسينما؟ وحين يتقيد المخرج السينمائي بالقصة هل يرقى به هذا إلى مراتب الإبداع؟ ما هي أهم ظواهر التأثر والتأثير بين فن القصة والسيناريو، وبين فن القصة والفيلم؟ هذه أبرز الأسئلة التي حاول عملنا أن يقدم لها بعض الأجوبة، لكن إلى أي حد كان موفقاً في ذلك؟ هذا ما يطمح أن يعرفه الكاتب من القارئ.