مائدة مارلين من الشرق والغرب

إن الطبخ فن قائم بذاته، وكما يصوغ الملحن أنغام تطرب لها الآذان، وكما يسبك الرسام الألوان في لوحات تسرّ لها الأبصار، يوائم الطاهي المنتجات ويزاوجها مع المطيبات ليولّد أطباقاً تتلقفها الأعين قبل الأفواه. وقد يتصور البعض أن تحضير الطعام عملية صُنعية ولكنه فن من الممكن لمن يهوى القيام به وكغيره من الفنون فإنه يحتاج لمعرفة وتمرين، وممارسة هذه المعرفة تتمثل بسبر أغوار خفايا التقنيات بحيث تتيح لربة المنزل ولهواة فن الطبخ وعلى سبيل المثال معرفة كيفية تحضير قطعة من اللحم الشهي دون أن تفقد عصارتها، وهي التي تتيح خلط البيض المخفوق مع الدقيق دون أن يفق البيض حجمه.هذا وإن الإنسان وبخلاف سائر المخلوقات يقوم بتحضير طعامه بنفسه، وذلك ليس بهدف فقط إسكات جوعه، بل كطريقة للتعبير عن الذات وعن الذوق. ومما لا يخفى على أحد أن إعداد الأطباق بمعرفة هو تعبير عن الإبداع ورغبة في التمتع بإحدى ملذات الحياة المتمثلة بتذوق كلّ ما لذّ وطاب. وإذا أخذنا بالقول المأثور "قل لي ما تأكل أقل لك من أنت" وجدنا فيه خير دليل على أن الطعام ليس بحاجة بيولوجية ضرورية للبقاء فقط؛ بل هو تعبير عن طبيعة بشرية وأسلوب حياة ومستوى حضارة وهو نتيجة جغرافية ومناخ أرض معينة.وكتاب "مائدة مارلين من الشرق والغرب" خير دليل على ذلك، إذ به يستمتع عشاق الطبخ، فهو يضم خلاصة دراسة معدّته مارلين مطر ونتيجة خبرة سنوات عديدة أمضتها في مجال الطبخ الشرقي والغربي، وقد استذوقت من أطباق كلا المطبخين مختارات شهية من شتى أنحاء العالم، أرفقتها بشرح مفصل حول طريقة التحضير، بالإضافة إلى إرشادات تساعد على سهولة تحضيرها ضمن وقت كاف قبل تقديمها، كما زاد من متعة هذه الوصفات تلك الصور التوضيحية المرفقة بها لإتاحة الاطلاع على تقنيات السكب والتقديم بطريقة ترضي الذوق وتسرّ العين معاً.ورغبة من المؤلفة في نشر الوعي الصحي، فقد عملت على إعداد أطباق هذا الكتاب بأطيب وألذ المكونات، وحاولت قدر المستطاع تجنب كل ما هو غير مستحب للصحة الجيدة. هذا وإن الكتاب يحتوي على أكثر من 400 طبق من المأكولات والحلويات العربية والغربية مقدمة بطريقة شاملة ودقيقة ومبسطة للحصول على أفضل النتائج مع تقنيات المهنة وأفكار مدهشة للتزيين، بالإضافة إلى مقادير بديلة لتخفيف السعرات الحرارية لمن يرغب في ذلك. ونصائح للمرأة العاملة لتحضير الأطباق قبل فترة زمنية من تقديمها.وتجدر الإشارة إلى أن مارلين مطر مؤلفة هذا الكتاب هي خريجة الجامعة الأميركية في علم النفس وعلم الاجتماع وحائزة على دبلوم من معهد كوردون بلو في باريس عام 1998 في فرعي المأكولات والحلويات وعلى شهادة في سلامة الطعام من "المعهد الملكي للصحة العامة" عام 1998، إضافة إلى حيازتها على خبرات مكتسبة من أهم الطهاة الفرنسيين في أوتيل "ريتز" عام 1996، ومن الشيف بيني بون من "المدرسة المهنية للطبخ الصيني" في كندا عام 2001 ومن الشيف الإيطالي نيكولاس أوفريدي العام 2003.