هذه هي قصة عائلة واحدة ونهر واحد تفرع طبيعياً بيد إنسان واحد إلى فروع وجداول، بعضها يجب العطاء فيجري دائماً ليعطي الماء الصافي لكل عطشان، والآخر يحب الركود في مكانه خوفاً على ما لديه فيكون بعد سنوات مستنقعاً لا يؤوي سوى الحشرات، لطالما أحببت سماع أخبار ذاك الزمان وأحداث تلك القصص وأخيراً أحببت أن أكتب إحداها، هذه القصة للابنة ال...
قراءة الكل
هذه هي قصة عائلة واحدة ونهر واحد تفرع طبيعياً بيد إنسان واحد إلى فروع وجداول، بعضها يجب العطاء فيجري دائماً ليعطي الماء الصافي لكل عطشان، والآخر يحب الركود في مكانه خوفاً على ما لديه فيكون بعد سنوات مستنقعاً لا يؤوي سوى الحشرات، لطالما أحببت سماع أخبار ذاك الزمان وأحداث تلك القصص وأخيراً أحببت أن أكتب إحداها، هذه القصة للابنة الجميلة والمميزة للحكيم الذي شفى كثيرين من طالبي الدواء والشفاء بهبة من لدن الله والذي أعطى دماء علمه وأدبه لأعز بناته لتكون حكيمة وحاكمة في بيتها رغم مرور مشوارها مع مشوار ذوي النفوس العكرة، ورغم تصلب شرايين المحبة في أفعال الكثيرين ممن عاصروها.قصة استمرت أحداثها في الواقع عبر عشرات من السنين، وهي محاولة لير كل من يقرأها بعينيه هو وبعيون الخير والرحمة ما عمل من خير أو شر، ويقيم تلك الأعمال ولو لمرة واحدة، وعندها يستطيع أن يقرر أن يكون نهراً أو جدولاً يجري متوجهاً إلى المحيط ليصب فيه، فيعطي الخير لكل من يراه في طريق سيره، وأما أن يجمع قطرات مائه الصافية في حفرة صغيرة يقبع فيها لسنوات حتى يتعفن صفاؤها ويجف ماؤها، ويتخلى عن الصفاء والشفافية اللذين هما مرآة لكل نفس بشرية.